السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ شهر من صعوبة في بلع الريق وتقرحات في الفم والحلق، وتختفي صعوبة البلع بعد تناول الطعام وتعود بعد ذلك بفترة بسيطة.
علما بأني أعاني من قرحة المعدة منذ فترة طويلة، وقد مرت علي فترة من القلق والضغوط النفسية والاكتئاب، فهل قرحة المعدة والضغوط النفسية لها أثر في ذلك؟ وما سبب صعوبة البلع؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهناك العديد من تقرحات الفم، ومن المهم رؤية هذه التقرحات من قبل الطبيب لمعرفة سببها، فأحيانا تكون من أدوية معينة يتناولها المريض، ومنها الأدوية المسكنة أو المضادات الحيوية وأدوية أخرى، فيجب استبعاد ذلك.
ومن التقرحات الشائعة: التقرحات القلاعية، وهي تقرحات مؤلمة تظهر على الأغشية المخاطية المبطنة لتجويف الفم، وذلك في الشفتين، واللسان، وعلى جدار الخدين من الداخل، وأحيانا سقف الحلق واللثة.
ويختلف عدد هذه التقرحات، ولكن عادة يظهر على المريض من ثلاث إلى أربع تقرحات في المرة الواحدة، وربما يزيد العدد إلى عشر أو خمسة عشر قرحة، ولكن يحدث هذا بصورة أقل.
ومما يميز تقرحات الفم أنها مؤلمة بشكل كبير، وخصوصا عندما يلامسها الطعام، ولهذا ربما لا يستطيع المريض الأكل ليوم أو يومين، كما تؤلم هذه التقرحات مع حركة الشفتين أو الخدين وملامستها لأجزاء الفم الأخرى، كما يحدث عند الكلام، وتبدو قروح الفم عند الفحص صغيرة وسطحية غير عميقة يعلوها غشاء أبيض خفيف، وتكون محاطة بهالة حمراء.
وسبب حدوثها غير معروف، وهي توجد في بعض العائلات، كأن يكون أكثر من فرد واحد في العائلة عنده، ويعزو البعض ظهورها إلى اختلالات مناعية أو التهابات خفية، وأحيانا إلى عوامل نفسية وعاطفية؛ إذ يبدو أن القلق والاضطراب النفسي يؤديان إلى حدوثها عند بعض المرضى، كما يحدث لبعض النساء قبيل الدورة الشهرية، وربما كان حدوث تقرحات الفم عائدا إلى بعض أنواع الأطعمة التي ربما تسبب تهييجا للأغشية المخاطية وتجريحا لها، كالأطعمة المالحة أو الشوكولاتة أو الأطعمة الحامضة.
وهناك تقرحات أخرى ناتجة عن التهابات فيروسية أو أمراض مناعية معروفة، مثل مرض (بهجت) أو أمراض جلدية أخرى، كما يصاحب هذا النوع من التقرحات التهابات الأمعاء المزمنة، ولذا يجب التأكد من عدم وجود التهاب القولون المزمن.
ويتم التفريق عادة من خلال فحص شكل التقرحات، ومن خلال الأعراض المصاحبة، وربما احتاج الأمر إلى أخذ مسحة أو عينة من التقرحات ودراستها مجهريا، وزراعتها لاستبعاد الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية، وأحيانا يكون نتيجة التهاب الفم بالفطور (Oral candidiasis).
وتتميز تقرحات الفم بأنها تزول خلال أسبوعين دون أن تترك أثرا أو ندوبا، ولكنها تعود من حين لآخر، ربما كل شهرين أو ثلاثة أشهر بشكل متكرر، ويتركز حدوث الألم في اليومين الأولين، وربما صاحب ذلك تعب وإجهاد مع ضيق وتعب نفسي بسبب الألم.
ولعلاج تقرحات الفم يتم تجريب أنواع عدة من العلاجات مثل المضادات الحيوية ومشتقات الستيرويد وغير ذلك من الأدوية، ولكن درجة الاستجابة تختلف من مريض لآخر، فليس من علاج مؤكد وفعال لجميع المرضى، كما لا يتوافر حاليا علاج يمنع تكرار حدوث هذه التقرحات.
ومن أنواع العلاجات المستخدمة غسول للفم يحتوي على مضاد حيوي يستخدم بطريقة المضمضة، وهو (التتراسايكلين)، حيث تفرغ الكبسولة في كأس من الماء ويتمضمض بها، بحيث يظل الغسول في الفم لمدة دقيقتين بما يضمن وصوله إلى التقرحات.
وهناك مركب شبيه بمعجون الأسنان يحتوي على ستيرويد يوضع على التقرحات عند أول ظهورها ثلاث مرات في اليوم، ويسمى (Kenacort orabase)، كما تستخدم المسكنات الموضعية بالطريقة نفسها، ويجب عرض نفسك على طبيب الأمراض الباطنة لمعرفة طبيعة هذه التقرحات، فالطبيب يستطيع في معظم الأحيان معرفة طبيعة هذه التقرحات، وبالتالي يضع لك العلاج المناسب؛ لأن ما ذكرته عن العلاج هو علاج القلاع البسيط وليس علاج التقرحات الفيروسية أو الفطرية.
والله الموفق.