السؤال
انتشر في مجتمعنا التواصل بين الزوج وزوجته قبل يوم الزواج وليلة الدخلة، وذلك ليتعرفوا على بعض أكثر ويرتبوا أمورهم لما بعد الزواج، ومن ذلك السؤال عن بعضهم، وتبادل بعض الكلام الطيب بحكم أنها زوجته، وتحتاج مثل هذا الكلام، ولكن زوجتي لا ترد على الرسائل أو المكالمات، وتعتذر بالحياء والخجل، فما العمل؟
علما بأن الزواج سوف يتأخر، وهناك مناسبات تمر دون تواصل كالأعياد وغيرها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الحياء خلق الإسلام، وهو جميل في الرجل لكنه في المرأة أجمل، والتوسع في العلاقات خصم على سعادة الأزواج والزوجات، ورغم أن العقد قد يكون تم بالفعل إلا أن كل شيء وارد، ولذلك فنحن ندعو من عقد على زوجته أن يعجل بالدخول عليها فخير البر عاجله، وندعو أولياء البنات أن يرفضوا التوسع في العلاقات في تلك الفترة، وعليهم أن يسهلوا أمور الزواج.
والإسلام دين يحرص على الوضوح والإعلان ليوم الزفاف حتى لا يحصل اتهام للأبرياء أو تناكر واختلاف بين الأزواج والزوجات، وماذا ستفعل كل فتاة تتوسع في العلاقة مع من عقد عليها إذا حصل لها حمل وأنكره زوجها؟ وماذا ستقول للناس إذا أنجبت طفلا بعد شهر واحد أو شهرين؟ وماذا ستقول لأهلها إذا عاشرها ثم مات قبل أن يدخل بها؟ وهل ستقول لأهلها أنها لا تزال عذراء؟ وماذا لو حصل لها منه حمل ولاكتها الألسن؟ وماذا لو أنكر أهل الزوج نسبة ذلك المولود؟ وماذا لو زعمت أنه عاشرها فأنكر ذلك ولم تثبت بينهما الخلوة الشرعية؟
ومن هنا فنحن نقول أن هذا التطور والتوسع الحاصل قد يجر إلى مفاسد، ولو حصل مثل هذا مع ابنتي أو أختي لما قبلت، ولقلنا للزوج هذه زوجتك فخذها معك بارك الله لك فيها طالما تم العقد فلماذا الانتظار؟
وأما إذا عقد الرجل على فتاة فلا مانع من أن يراها في بيت أهلها ويجلس معها في مكان مكشوف ليشاورها، ولا مانع من أن تخرج في صحبة محرم من محارمها لترى منزلها أو لتشارك في اختيار أثاث منزلها، وهذا الاحتياط ينسجم مع روح الدين، ويوافق عليه كل عاقل حكيم.
وأرجو أن تبارك لها وجود الحياء منها في هذه المرحلة، ولن ترضى منها ذلك بعد الذهاب إلى دارك، وعندها سوف نسميها بالخجل، فلا تستعجل والتمس لها الأعذار؛ فإنك لا تعرف ما يحيط بها من ظروف، وتوسعك معها قد يفتح أبواب التدخلات والإحراج لها.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير في القريب العاجل.
وبالله التوفيق والسداد.