القولون العصبي .. تشخيصه وعلاجه

0 452

السؤال

السلام عليكم

أعاني من اضطراب في الهضم يتمثل في:
- ليونة في التبرز.
- عند تناول الطعام أرغب بالذهاب لدورة المياه ولكن أؤجل الذهاب فأبقى طبيعيا، ولكن بعد أكثر من ساعتين أذهب لدورة المياه.
- أحيانا أحس بتغير بطعم الريق.
- أسمع أصواتا صادرة من البطن أحيانا.
- قمت بتحليل براز وكانت النتيجة عدم وجود أي شيء.
- قام الطبيب بتحليل دمي لجرثومة المعدة والنتيجة بعد أسبوعين.

سؤالي ما هو مرضي؟ وكم عدد المرات الطبيعية للذهاب لدورة المياه، مع العلم أني أذهب 3 - 5 مرات يوميا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فهذه الأعراض هي أعراض القولون العصبي، فالقولون العصبي ينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون)، فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك، وهناك مجموعة من المرضى يكون فيهم الإسهال أو الليونة -كما هو الحال عندك- هو العرض السائد، بالإضافة إلى آلام البطن والغازات، والبعض الآخر تكون فيه الأعراض السائدة هي الإمساك.

وهذا المرض يتميز بأنه لا يكون في المريض خلل أو اضطراب عضوي، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات واضطراب في حركة الأمعاء، ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره.

وتتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة وتخف في أخرى أو تزول لفترة معينة وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية.

ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها:

1- شعور بالإرهاق والتعب العام.
2- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.
3 - آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر.
4- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.

يتم تشخيص القولون العصبي عن طريق استبعاد الأمراض الأخرى التي تسبب أعراضا مشابهة، إذ أنه لا يوجد فحص مخبري أو إشعاعي لتشخيص هذا المرض، ومن الفحوصات التي تجرى للمريض تحاليل الدم وتحاليل البراز للتحقق من عدم وجود دم في البراز أو وجود طفيليات وديدان أو خلايا صديدية، وفحوصات أخرى قد يحتاج إليها الطبيب على حسب حاجة المريض وتقييم حالته، مثل مناظير الجهاز الهضمي، والإشعاعات الملونة وفحوصات أخرى يقررها الطبيب.

ومهم جدا مراعاة الأطعمة التي يتناولها المريض، فمثلا هناك نسبة من الناس لا يتحملون الحليب بسبب نقص أنزيم اللاكتاز، وبالتالي كلما تناولوا الحليب حصل عندهم ليونة البراز والإحساس بالانتفاخ، فان كان هذا ما تعانيه فيمكن أن تتوقف عن الحليب لفترة أسبوع وتلاحظ الأعراض، فإن اختفت فيمكن أن تعود للحليب مرة أخرى، فإن عادت الأعراض ثم اختفت بعد توقف الحليب مرة أخرى فهذا دليل على أن الحليب هو السبب.

أما عدد مرات التغوط الطبيعية فهي من ثلاث مرات في اليوم إلى ثلاث مرات في الأسبوع، فإن أكثر من ثلاث مرات في اليوم يسمى إسهالا وأقل من ثلاث مرات في الأسبوع يعتبر إمساكا بالتعريف الطبي.

شفاك الله وعافاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات