السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخبرني صديقي أنه منذ خمسة أشهر لا يحس أنه محتاج إلى أن يجامع زوجته، ولكن عند حصول الجماع يكون الأمر عاديا، مثل الشخص الذي لا يكون جائعا ولكنه إذا قدم إليه طعام فإنه يأكل، وهو يخشى أن يتطور الأمر معه.
وقد شككت في الأمر فسألته عن إطلاق بصره فأخبرني أنه لا يغض بصره، فهل هذا هو سبب مشكلته؟ وما هو الحل؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
كنت أود معرفة مدة زواج صديقك، وهل هناك مشاكل نفسية أو اجتماعية بينه وبين زوجته، فما ذكرته من أعراض هي في الغالب مشاكل نفسية تحدث للكثير من الرجال بعد فترة من الزواج، وذلك نتيجة التعود على نمط محدد من العلاقة الزوجية وعدم التجديد أو التغيير، وكذلك قد يكون نتيجة عدم اهتمام الزوجة بنفسها من ناحية التجمل والتعطر ووضع المكياج والاهتمام باللبس المثير للزوج، مع الانشغال بأمور المنزل والحمل أو الأولاد.
ولا أعتقد أنه توجد مشكلة عضوية تحتاج إلى علاج، وذلك بدليل حدوث الجماع بشكل طبيعي وعدم وجود مشكلة في الانتصاب أو القذف، ولكن الأمر قد يكون نفسيا نتيجة ما سبق ذكره، بالإضافة إلى حدوث تشبع كان سببا في الحد من العملية الجنسية، وهو أمر طبيعي مع الوقت، حيث يحدث تناقص في الإقبال على الجماع، وذلك عكس بداية الزواج.
ورغم أنه ليس من الطبيعي أن تقل الرغبة الجنسية أو لا يجد الرجل شهوة لديه للجماع إلا أن الأمر الطبيعي هو حدوث هدوء وانطفاء للشهوة الجنسية العالية التي كانت في بداية الزواج.
فالشخص الغير متزوج مثل الشخص الجائع، فحيث يجد الطعام تكون لديه شهوة عالية للطعام، ولكن حيث يشبع تهدأ هذه الرغبة وتقل عن سابقتها، ولذلك فإنه يحتاج إلى تباعد في فترات الجماع مع التنويع في المكان والطريقة والتوقيت والمداعبات والأوضاع، مع مساعدة الزوجة في ذلك، مما يساعد على كسر الملل والتجديد، وبالتالي عودة الشوق للجماع مرة أخرى، مع محاولة عدم التأثر بالضغط النفسي سواء من العمل أو من الحياة بشكل عام.
وننبه إلى ضرورة الجلوس والتحدث مع الزوجة في هذا الأمر لبحث كيفية التجديد والتغيير وكسر الملل الموجود في العلاقة الجنسية، وحث الزوجة على بذل المزيد من التعاون والتجاوب في العلاقة الجنسية.
كما يجب على الزوج تقوى الله والتزام غض البصر؛ لأن إطلاق البصر سيجعل الرجل ينظر إلى أن زوجته عادية وغير جميلة، بل أقل جمالا من أي امرأة أخرى مهما كان جمالها، مما ينعكس عليه من الناحية النفسية بعدم الإقبال على الجماع؛ لأن الشيطان يزين له المنكر والنظر إلى الحرام، وربما قاده ذلك لأن لا يرى امرأته كما كان يراها، وربما جاءت العقوبة من الله بهذا السبب.
فيجب على صديقك تقوى الله والالتزام بغض البصر، والحرص على التجديد في الجماع وفي العلاقة النفسية والاجتماعية مع الزوجة بتعميق الحب والود بينهما، وعليه بداوم الدعاء وتقوى الله والاجتماع مع زوجته على الطاعة والقرآن والذكر والصلاة، فهذا مما يزيد الحب والبركة في البيت، وسيجد أثر هذا بإذن الله عليه وعلى زوجته وعلى البيت بشكل عام.
والله الموفق.