السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والدي بعمر 54 سنة، لديه اضطرابات في القلب وأحيانا في التنفس، وأثناء النوم يحصل معه (الشهقة) نتيجة صوت الشخير، وقد ذهب للطبيب فقال له أن هذا المرض ليس له دواء، ونحن قلقون بشأن هذا الأمر؛ لأن هذه الحالة غالبا تؤدي إلى الوفاة، حيث تستمر تقريبا (30-40) ثانية، وهي كفيلة بأن تؤدي للوفاة المباشرة، فهل هناك حل لهذه المشكلة أو علاج دوائي؟!
علما بأن والدي لديه ضغوط نفسية من كثرة التفكير، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حذيفة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا ما يسمى بانقطاع التنفس أثناء النوم (Sleep apnea)، وكما لاحظت فإنه يحصل نوع من توقف التنفس بزمن يعادل تنفسا أو تنفسين، وينقص خلاله الأكسجين، ومن ثم يأخذ الإنسان شهقة، ويعتبر الانقطاع لمدة (30-40) ثانية كبيرا، وهذا يسبب الإيقاظ المتكرر واضطراب النوم.
هذا من شأنه أن يسبب الصداع عند الاستيقاظ من النوم، والجفاف في الحلق بسبب التنفس من خلال الفم وإبقاء الفم مفتوحا لفترة طويلة، وكذلك ارتفاعا في ضغط الدم، والسمنة والاكتئاب وصعوبة التركيز واضطرابات التبول اللاإرادي بالإضافة إلى النعاس والخمول أثناء النهار.
تختلف الأسباب وراء هذه الظاهرة، حيث قد يكون انقطاع النفس ناجما عن انسداد كلي في مجرى التنفس لمدة لا تقل عن عشر ثوان، وقد يكون ذلك الانسداد جزئيا ويسبب الشخير أثناء النوم، والأسباب المؤدية إلى الانسداد متعددة، منها:
1- سمك الأنسجة في المجرى التنفسي أو انتفاخ وكبر حجم اللوزتين، وكذلك كبر في حجم اللسان، والذي قد يضغط على عضلات المجرى أثناء الانقباض والانبساط أثناء نوم الشخص، وبالتالي يؤدي إلى انقطاع في النفس بصورة متكررة ويجبره على الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل.
2- الشخير، وينتج عن انسداد جزئي في مجرى الأنف، وقد يصاب به من يشتكي من الزكام واحتقان الأنف بسبب البرد؛ إذ يحاول المريض التنفس بالصورة الطبيعية ويدفع الهواء بقوة من خلال الأنف مما يسبب صوت الشخير العالي.
انقطاع التنفس عند النوم حالة صحية تتطلب السرعة في العناية الطبية؛ لأن الإهمال في التشخيص والعلاج قد يضر الصحة والحياة، وقد تؤدي إلى سكتة القلب وجلطات وارتفاع في ضغط الدم واضطراب في نظم دقات القلب، كما أن اضطرابات النوم قد تؤثر في عمل المريض اليومي وحياته في النهار، وقد تنتج عنها مشاكل اجتماعية ونفسية.
عادة ما يتم تشخيص المرض عن طريق اختبار للنوم يسمى (Polysomnography)، وهناك نوعان من الاختبار: الاختبار الليلي الذي يقيس تموجات المخ أثناء النوم، والعضلات وحركة العينين وعملية التنفس ومستوى الأوكسجين في الدم وكذلك الأصوات الصادرة كالشخير، وأما النوع الثاني فهو جهاز يتم إعطاؤه للمريض وبإرشادات معينة من الاختصاصي ومن ثم تحلل المعلومات الكومبيوترية في اليوم التالي.
أما العلاج فقد تطور الطب كثيرا وأصبح هناك علاجات وخيارات متعددة لهذه المشكلة، حيث في الحالات البسيطة من اضطراب التنفس يتم معالجتها عن طريق النصائح الطبية وتغيير بعض العادات المتبعة كإنقاص الوزن والنوم على الجنب بدلا من النوم على الظهر.
هناك أجهزة للفم تساعد على إبقاء المجرى التنفسي مفتوحا، وتساعد أيضا على التقليل من عادة الشخير أثناء النوم، وتعرف هذه الأجهزة على ثلاثة أنواع: أجهزة تعمل على تقديم الفك السفلي للأمام وبالتالي تعطي مساحة للتنفس، وأجهزة ترفع سقف الحلق الخلفي (Soft palate)، وأجهزة تعمل على التحكم باللسان وتمنعه من الارتداد للخلف وسد المجرى التنفسي.
في الحالات المتوسطة والمتقدمة يتم علاجها بواسطة جهاز يسمى (C-pap)، وهو عبارة عن جهاز يعمل على ضخ الهواء للأنف عن طريق قناع للأنف ويعمل على إبقاء المجرى التنفسي مفتوحا وغير مسدود.
هناك جهاز آخر للحالات الأكثر تقدما ويسمى (Bi-pap)، وهو يعمل على ضخ الهواء بضغطين مختلفين، حيث يكون ضغط الهواء عند الشهيق أعلى منه عند الزفير، وبالطبع فإن الطبيب هو الذي يحدد أي النوعين يحتاجه المريض.
كذلك يجب علاج التشوهات الخلقية التي تؤثر في عملية التنفس مثل اعوجاج الأنف الذي يؤدي إلى انسداد في مجرى التنفس وأيضا عند صغر حجم الفك السفلي عن المعدل الطبيعي أو عند صغر الفتحة في نهاية الحنجرة، وكذلك علاج التهاب الحلق أو عمليات التهاب اللوزتين أو كبر حجمهما.
من الطرق العلاجية الأخرى العمليات الجراحية التي يتم اللجوء إليها في الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاج بالأجهزة، فأنصحك أن تراجع طبيبا مختصا بأمراض الصدر أو طبيبا مختصا بالأنف والأذن والحنجرة، ويفضل أن يكون مختصا باضطرابات النوم، فهذا تخصص إضافي يختص به أطباء الصدر وأطباء الأذن والأنف والحنجرة، وكثير من الحالات تحسنت على الأجهزة البسيطة أو جهاز (C-pap).
وبالله التوفيق.