النهوض بالأمة والطموح الزائد.

0 398

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد أدهشني في هذه الأيام أن أمتنا الإسلامية في حالة ضعف لم يسبق له مثيل، واستطاع الغرب أن يبعدونا عن الإسلام بطريقة غريبة لا يمكن التعليق عليها، والمسلمون لا يتحركون، ومن مظاهر ضعف المسلمين حصار غزة الذي دمعت له الأعين ولم يتحرك المسلمون في فك هذا الحصار.

كما أحزنني كثيرا أن معظم شباب أمتنا يهتمون بأمور أقل ما يقال عنها أنها تافهة، وينسون أمور أمتنا الإسلامية الهامة، بل يلعبون ويلهون وتأخذهم الدنيا وفتنها وشباب آخر في حصار لا يتمكنون من رؤية شمس الحرية، فما الذي يمكن أن يحدث لأمتنا أكثر من هذا، وهذا جعلني أفكر في شيء يمكن أن يصلح، ولو جزء صغير من أمتنا، حيث هداني الله عز وجل إلى فكرة إنشاء جمعية بناء الأمة، وهو أقل شيء أقدمه لأمتنا، وقد رأيت أنه ليس من الصعب إدخال الإيمان في نفوس الشباب وحب الإسلام، ولكن كانت العقبة الصعبة كيف نثبت الإيمان؟ وكيف نستفيد منه؟

وهذا هو هدف الجمعية والذي أستطيع تلخيصه في (تفعيل الطاقة الإيمانية عند الشباب)، وجاءت فكرت هذا البحث من تجربة فأخذت أعرف سلوكيات بعض أصدقائي وأدونها ثم بعدها تكلمت معهم عن الإسلام قليلا، وكانت هناك بعض الأمور هي التي كانت تزيد إيمانهم ولكن هذا لا يدوم، فكتبت الأمور التي تزيد الإيمان ولكن كان ينقصني أن يثبت هذا الإيمان، وقد استطعت أن أعرف أننا نستطيع تثبيت الإيمان بالعمل للإسلام.

أما طلبي فهو مقدمة لبحثي لأني سوف أعطيها لبعض علماء الدين في منطقتي ليشرفوا عليها لأني لست بعالم، ثم أهمية الحديث عن يوم القيامة، ثم حب الله وحب الله للعباد وحب الرسول وحب عظماء الأمة، وأريد مقدمة عن العمل للإسلام أهميته وتأثيره، وكنت أتمنى أن أعرض بحثي كاملا على أي دكتور من الموجودين في الموقع، ولكني لا أعرف الطريقة.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينزلكم بالفردوس الأعلى ويغفر لكم جميعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك أيها الشاب المبارك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الشباب الصالح المسلم المستقيم، وأن يجعلك من العلماء العاملين والأولياء الصالحين، وأن يرفع بك راية الإسلام عالية خفاقة، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة أنت وأولادنا وأولاد المسلمين جميعا.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنك تكلمت كلاما رائعا عن تفعيل الطاقة الإيمانية عند الشباب وكيفية إثبات الإيمان وكيفية زيادة الإيمان. هذه كلها عوامل رائعة، وإذا واصلت الاهتمام بهذا المشروع المصغر سيرى النور بإذن الله، ومن أدراك لعل الله تبارك وتعالى أن يعيد لهذه الأمة شيئا من كرامتها السليبة وأن تكون أنت سببا في ذلك، وأن يرد مجدها السليب وتاريخها الغابر العظيم الذي حكمت فيه الدنيا كلها أكثر من سبعمائة عام.

وأما عن موضوع كتابة مقدمة لهذا البحث، فنظرا لأن البحث قد يكون طويلا والتواصل بيننا لا يكون إلا عبر هذه النافذة، فأقترح أن تقدم هذا لبعض مدرسيك خاصة مدرسي اللغة العربية والعلوم الشرعية أو بعض أئمة المساجد، وتعرض عليهم الفكرة، فتوجه بهذا المشروع إلى بعض الأئمة الذين لديهم طموح أو بعض الدعاة الكبار واعرض عليهم الفكرة، ودعهم يقرؤون البحث كله قراءة متأنية كاملة، وينظرون فيه هل من الممكن أن يقدم شيئا أم لا؛ لأن العبرة ليست بأن تكتب، ولكن العبرة أن تكتب شيئا مفيدا ونافعا، وأنت تعرف أن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.

وأنت ما زلت في المراحل الإعدادية، فمعنى ذلك أن تفكيرك ما زال محدودا، نعم إن تفكيرك بالمقارنة لسنك عظيم جدا، ولكن بالنسبة لحجم الأمة ما زال متواضعا، لأنك تريد أن تعالج مشكلة مليار مسلم وربع، وهذه القضية ليست سهلة لا يقوم لها عظماء الرجال، ولكن التغيير عادة يبدأ بفكرة، أي تغيير في العالم يبدأ بفكرة متواضعة وبسيطة يترتب عليها أن هذه الفكرة تتحول إلى مشروع كبير ثم يظل هذا المشروع يتمدد ويتضخم حتى يصبح مشروعا لإنقاذ أمة.

ففكرتك هذه فكرة رائعة ولعل الأمة أن تنطلق منها، فحافظ على هذه الفكرة حتى لا تموت ولا تذبل في نفسك، وكما ذكرت لك اعرض المشروع على بعض المشايخ أو أئمة المساجد أو المدرسين القريبين منك، وتابع معهم، وأنا واثق أنك ستجد منهم كل عون وتأييد، وإذا كان المشروع يصلح للنشر فعلا أو للطباعة سوف ينصحونك بذلك، وإلا سيطلبون منك إعادة النظر فيه، ومن أدراك لعل هذا المشروع يتحول إلى كتاب كبير ويعتبر مرجعا من مراجع إحياء الأمة وإعادتها مرة أخرى، وبذلك تكون قد ساهمت في نهضة الأمة بصورة رائعة بإذن الله.

وهناك أمر مهم بجوار المشروع وهو الاجتهاد في الدراسة، والتميز العلمي؛ لأن هذا أيضا مهم بالنسبة لك ولجميع شبابنا وشاباتنا لأننا مسلمون، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، كما قال صلى الله عليه وسلم، فاجتهد أن تكون متميزا في دراستك ومتفوقا فيها؛ لأن هذا يجعلك أقوى في الطرح وأقوى في النقاش والحوار وفي أخذ الآراء؛ لأن الناس عندما يشعرون بأنهم يتعاملون مع رجل شبه عالم صغير وإنسان متميز متفوق سوف يعطونه ما لديهم بلا حدود ويقدرونه ويقدرون جهده وتعبه، ولن يهزءوا به ولن يضعوا العقبات في طريقه.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، كما أسأله تعالى أن يجعلك من المتميزين المتفوقين الفائزين، وأن يجعلك من جنود الله الغالبين، وأن يجعلك من جنود الإسلام الذين يرفعون رايته في مشارق الأرض ومغاربها.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات