السؤال
السلام عليكم..
في بعض الأحيان تكون ضربات القلب عندي غير منتظمة، حيث أحس بالنبض وهذا الموضوع معي منذ سبع سنوات وذهبت للطبيب وكشفت عدة مرات والطبيب أخبرني أن كل شيء تمام ولله الحمد، فنبضات قلبك سليمة والصدر سليم والقلب سليم.
وقد ذهبت لطبيب منذ سبع سنوات وأخبرني أن هذه حالة نفسية وأنا ألاحظ أن هذا يحدث لي عندما أكون متضايقا من شيء أو يحدث موقف يضايقني.
ومن الممكن أن يكون شيء يضايقني ولكن ليس على بالي وقتها، وعندما أضع يدي على قلبي عندما أشعر بهذا الشعور أجد النبض مثلا ثلاث نبضات منتظمة ونبضة مختلفة عنهم ثم ثلاث ونبضة مختلفة مثل المرة الأولى، فساعدوني في هذه الحالة.
علما بأن القولون يتعبني في بعض الأوقات، ولي غازات ولكن آخذ أدوية مثل سبازمو دجستين - وكلوزبازمين وأتحسن بفضل الله، وأيضا أعاني من حموضة مستمرة.
بعض الأوقات يحدث لي صداع نصفي وآخذ له دواء يسمى (ميتوجرين) Metograin.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن عدم انتظام ضربات القلب ربما تكون أسبابه نفسية أو ربما تكون أسبابه عضوية، وهذا النوع من عدم انتظام ضربات القلب الذي يحدث لك من وقت لآخر هو في أغلب الظن ناشئ من حالة قلق نفسي تعاني منها.
أنا أعرف تماما أن الناس لا تقبل التفسير النفسي لحالتها خاصة إذا كان الأمر يتعلق بضربات القلب وعدم انتظامها، ولذا كثيرا ما أنصح أن تتم بعض الفحوصات الضرورية للقلب، أنت قمت بهذه الفحوصات وهذا شيء مشجع وشيء جيد جدا ويجب أن يعطيك القناعة بأن حالتك ليست بحالة عضوية، وإذا كنت حقيقة لازلت تساورك شكوك في أن الحالة ربما تكون عضوية هنالك فحص يقوم به أطباء القلب وهو تسجيل تخطيط للقلب لمدة أربعة وعشرين ساعة عن طريق جهاز يسمى بجهاز (الهولتر Holter )، هذا الجهاز يسجل كل نبضات وكل ضربات وكل كهرباء القلب لمدة أربعة وعشرين ساعة وهذا يعطي صورة كاملة ودقيقة عن طبيعة هذه الضربات.
أنا لا أريد أبدا أن أسبب لك قلقا آخر، ولكني ذكرت هذه المعلومة لأنها في نظري تطمئن الكثيرين بعد أن يقوموا بإجراء هذا الفحص، وهو فحص ليس صعبا ولا أعتقد أنه مكلف في نفس الوقت، فإذا أردت أن تقوم بهذا الفحص فهذا سوف يكون أمرا طيبا وجيدا، وإذا لم يتيسر لك أرجو أن تنسى هذا الموضوع تماما، وأنا أقول لك – وعلى درجة عالية جدا من اليقين – إن حالتك هي حالة نفسية وليست أكثر من ذلك، وحتى في الحالات النفسية لا نعتبرها من الحالات الخطيرة ولكن نعتبرها حالة مزعجة لأن صاحبها قطعا لا يرتاح ويبدأ الإنسان يتحسس ضربات قلبه كل لحظة وأخرى، ويكون دائما يقظا ومراقبا بشدة لوظائفه الجسدية خاصة وظائف القلب ولا شك أن هذا أمر مزعج.
العلاج - إن شاء الله تعالى – سهل، وهو أولا: أرجو أن لا تتردد على الأطباء بكثرة – هذا أمر ضروري – وإذا أردت أن تقوم بإجراء فحص الهولتر فهذا أمر جيد، وإذا لم تتمكن من ذلك – كما ذكرت لك – فغض النظر عن هذا الموضوع، ولا تذهب بعد ذلك إلى الأطباء.
ثانيا: المؤشرات قوية جدا أن حالتك حالة نفسية، وكما ذكرت لك تتمثل في وجود القلق، فتتمثل أعراضك في القولون العصبي ولديك أيضا أعراض صداع نصفي، وهذه أيضا مرتبطة بالقلق الذي يعاني منه بعض الأشخاص، فهذا يقوي قناعاتنا بأن حالتك هي إحدى حالات القلق.
ثالثا: التمارين الرياضية تعتبر ضرورية لمساعدة في علاج حالتك، فأريدك أن تخصص على الأقل ساعة في اليوم لممارسة التمارين الرياضية، ومن أفضلها تمارين المشي أو الجري،أو لعب كرة القدم.
رابعا: أرجو أن تقلل أو حتى أن تتوقف عن تناول الشاي والقهوة، لأنهما يحتويان على مادة الكافيين Caffeine، وهذه المادة يعرف عنها أنها ربما تؤدي إلى عدم انتظام في ضربات القلب وهذا تغير فسيولوجي، والبعض أيضا قد يحدث له ذلك من خلال تناول الكولا أو البيبسي بكميات كبيرة، حيث إنها أيضا تحتوي على بعض المثيرات للقلب.
خامسا: هنالك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء أرجو أن تقوم بممارستها، خلال هذه التمارين عليك أن تستلقي في الغرفة ويجب أن تكون الإضاءة خافتة ومحيطك هادئ تماما وبعيدا عن الضوضاء، ويجب أن تفكر في أمر طيب وسعيد، وبعد ذلك أغمض عينيك وضع يديك على صدرك، ثم خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلأ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلا، وبعد ذلك أمسك على الهواء في صدرك لمدة خمس ثوان ثم أخرج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون بكل قوة وبكل بطء.
كرر هذا التمرين خمس مرات بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين على الأقل. هذا التمرين من التمارين المفيدة جدا.
سادسا: سوف أصف لك بعض الأدوية المعروفة بفعاليتها لعلاج هذا النوع من القلق وهذا النوع من المخاوف، وهذا الدواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بجانب السبرالكس هنالك عقار يعرف تجاريا باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol)، أرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
وباتباعك للإرشادات السابقة وتناولك للدواء الذي وصفته لك سوف تجد أن حالتك قد تغيرت تماما وأنك أصبحت أكثر استرخاء واختفت هذه الضربات الغير منتظمة أو على الأقل لن تكون شاغلة لك، كما أن أعراض القولون العصبي وكذلك الصداع النفسي سوف تتحسن بإذن الله، وختاما نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
وبالله التوفيق.