مرض السكر.. وتأثيره على الزواج بالنسبة للمرأة

0 665

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، ابتليت بمرض السكر منذ 7 سنوات تقريبا، وأعالج حاليا بالأنسولين هيمولين R ثلاث مرات قبل كل وجبة وLantus الساعة الثامنة مساء، أنا والحمد لله مخطوبة ومقبلة على الزواج إن شاء الله، فهل مرض السكر يؤثر على علاقتي بزوجي إن شاء الله؟ وهل له من متاعب أثناء الجماع أو بعده؟ لأني أخاف أن يحدث لي هبوط بالسكر أو ارتفاع به ولا أدري كيف أتعامل مع جرعات الأنسولين بعد الزواج، وخصوصا الجرعات الليلية لأني كثيرا ما يحدث لي هبوط شديد في مستوى السكر بالدم وخصوصا بعد الساعة 12 مساء.

أرجو إرشادي لأنني أشعر بتوتر وخصوصا عندما أفكر في مسألة الحمل والولادة وضبط مستوى السكر مع كل هذه الضغوط.

وأرجو منكم أن تعطوني الإجابة الشافية بإذن الله تعالى.

وشكرا على مساعدتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ R.a حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فلا يوجد ما يمنع من زواج المرأة المصابة بالسكري، وهو لا يؤثر على خصوبة المريضة، فهو من الأمراض الشائعة والتي يمكن التحكم بها ولله الحمد، وكثير من المرضى يعيشون حياة طبيعية، وكلما أمكن التحكم وضبط السكري ليكون في الحدود الطبيعية كلما أمكن التقليل من مضاعفات المرض الحادة والمزمنة.

وبالنسبة للرجل فإن السكري قد يؤثر - على المدى البعيد - على الانتصاب إلا أنه بالنسبة للمرأة فإن تأثيره أقل بكثير من التأثير على الرجل.

وجد في دراسات حديثة أن هناك نسبة قليلة من النساء من يكون عندهن الدافع والرغبة الجنسية والاستجابة أقل من النساء الطبيعيات، إلا أنها نسبة قليلة أقل بكثير من الرجال، ولا يوجد متاعب أثناء الجماع نفسه أو بعده.

وأما عن نزول السكر في الليل فقد يكون بسبب أن تكون وجبة الطعام المسائية قليلة أو أنك تحتاجين لتقليل جرعة الانسولين المسائية، وهذا يجب مراجعة الطبيب المشرف عليك لمناقشة الموضوع معه بعد أن تكوني قد سجلت الأيام التي يحصل فيها، والساعة، ونوعية الطعام الذي تناولته ذلك اليوم في المساء، وإن كان هناك جهد غير عادي ذلك اليوم فهو قد يسبب أيضا نزول السكري، وهذه الأمور أيضا تراعينها بعد الزواج إن شاء الله.

ومن ناحية أخرى يجب أثناء الحمل متابعة تعليمات الطبيب بشكل جيد للحفاظ على مستوى السكر بالحدود الطبيعية للتقليل من المضاعفات على حجم الجنين، ومرض السكري يمثل عبئا من الناحية المادية والاجتماعية والنفسية، وخاصة في السفر ونقل الأدوية ومراعاة أوقات الطعام إلا أنه متى كان الرجل متفهما فإن هذا يساعد في تخفيف هذه الأعباء.

يجب التخطيط للحمل بالنسبة لمرضى السكري وذلك للتغلب على الأخطار والتشوهات التي يسببها ارتفاع السكر في الدم في الأسابيع الأولى للحمل، وهي فترة تكون أعضاء الجنين.

وأثناء فترة الحمل يجب التركيز على التحكم بنسبة السكر في الدم لتكون في المستوى التالي:

1- صائما - من 3.5 إلى 5.5 Mmol/l.

2- بعد الأكل - من 3.5 إلى 7.0 Mmol/l.

3- Hba1C الهيموجلوبين السكري يكون أقل من 7 %.

(لتحويل قراءة مستوى السكر إلى مليجرام في 100 مليليتر دم اضرب القراءة في 18 "القراءة القديمة")

وللحمل تأثير على مرض السكري كما للسكري تأثير على الحمل.

تأثير الحمل على السكري:

1- انخفاض حساسية الجسم للأنسولين وارتفاع مستوى السكر في الدم والإصابة بحموضة الدم.

2- حدوث نوبات هبوط السكر في الدم نتيجة استخدام الجنين للسكر وبخاصة ليلا.

3- ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بأمراض الشرايين وبخاصة الكلى والشبكية.

تأثير السكري على الحمل:

1- ارتفاع مستوى السكر في الدم في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل يزيد من نسبة الإصابة بالتشوهات الخلقية للجنين، وفي الشهور الثلاثة الثانية يزيد من الإصابة بمقدمة الارتجاع (Pre-eclampsia) وزيادة سوائل الحمل (Polyhydramnios) وفي الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل يؤدي إلى ضخامة الجنين والموت في الرحم.

2- الهبوط الحاد في السكر ولفترات طويلة يؤدي إلى تخلف نمو الجنين.

3- مضاعفات مرض السكري على الشرايين: يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ونقص تروية المشيمة مما يؤدي إلى تخلف نمو الجنين والموت في الرحم.

ولذا فإن التخطيط المسبق للحمل مع الطبيب المعالج مهم جدا، وكذلك التحكم في مستوى السكر في الدم أثناء الحمل مهم جدا لسلامة الأم والجنين معا.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات