السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أقوم بالدعوة إلى الله، وقد هدى الله بعض الشباب حتى صار أحدهم يطلق لحيته ولله الحمد، وأريد أن أسافر إلى اليمن لطلب العلم رغم أن أمي وأبي يريدانني أن أعود إلى التعليم الدراسي الذي تركته لعدة أسباب، منها أنني أصبت بإحباط شديد نتيجة انفصال أبي وأمي، والفراغ العاطفي الذي أعانيه لمدة طويلة بسبب طريقة تعامل أمي معي.
وأهلي متفرقون في أنحاء الدنيا، وليسوا قريبين من بعض، حتى أن معظم أخوالي وخالاتي يتعاملون معي كأنني غريب، ولست من دمهم ولحمهم، وقد قررت أن أبحث عن زوجة صالحة، وأسأل الله أن يرزقني زوجة ذات دين وخلق تكون لي أما وأختا وزوجة.
وأما مسألة الهجرة فقد تعبت من الفتن الموجودة في بريطانيا التي تحاول إفساد المسلمين، وأريد أن أفر بديني من الكفار، وأريد مشورتكم بارك الله في جهودكم في هذا الموقع المبارك الذي يوافي المسلمين بما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن شريعة الله تطالبك ببر والدتك حتى بعد حدوث الانفصال، وبر الوالدين مرتبة يسعى في طلبها عقلاء الرجال، ويحرص عليها كل راغب في رحمة الكبير المتعال، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال.
وإذا كانت مواصلة الدراسة هي رغبة والديك فنحن ننصحك بذلك، وندعوك إلى البحث عن أصدقاء صالحين أخيار لتجد عندهم العون على طاعة الواحد القهار.
ولا يخفى على أمثالك أن العلم مطلوب، وأن طالبه مأجور إذا قصد به وجه ربه الشكور، والمسلم يتعلم ما يصحح به عقيدته وعبادته، وتعامله ثم ينطلق في طلب أي علم نافع يجد فيه نفسه وميوله، ويحصد بذلك طاعة الله وخدمة عباد الله ونفع نفسه.
وإذا استطعت أن تكمل دراستك وأن تطلب العلم وأنت قريب من أهلك فذلك حسن وطيب، وإذا لم تتمكن من طلب العلم الشرعي إلا بالمهجر فنحن ندعوك إلى أن تستخير وتستشير وتدرس المسألة من كافة الجوانب؛ لأن الفتن موجودة في أكثر الأماكن، وهي متنوعة وكثيرة جدا.
كما أن العيش في بلاد المهجر ليس سهلا على شخص اعتاد على نمط معين وحياة ربما مترفة، فأرجو أن تربط نفسك بالمركز الإسلامي، وتتعرف على الأسلوب المناسب والأماكن المناسبة لطلب العلم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم ببر والديك، وقد سعدنا بهذه الرغبة في الخير، ونسأل الله أن يرزقنا وإياك العلم النافع، والعمل الصالح، ونسأل الله الثبات والسداد.
وبالله التوفيق والسداد.