السؤال
السلام عليكم.
زوجي إنسان طيب، ولي منه بنت وولد، وهو لا يحرمنا من أي شيء، ويعطينا كل ما نطلب، ولكني أريد أن أعمل خوفا من المستقبل، فهذا الزمن ليس له أمان، ولكن زوجي لا يريدني أن أعمل، فهل له أن يمنعني؟ وهل من المفروض أن يعوضني عن هذا العمل بمبلغ من المال أضعه باسمي أو بمصروف خاص لي كل شهر عوضا عن عملي؟!
أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن المرأة التي تعمل تترك عملها الأصلي وتكشف ثغرة في ظهر الأمة إذا كانت صاحبة أطفال يمكن أن يضيعوا، والمرأة العاملة في تربية أطفالها تقدم لأمتها خدمات جليلة، وهذا ما أدركه من كانوا يزعمون بالأمس أن المرأة طاقات معطلة، بل عادوا ليفكروا في تكريم المرأة التي تختار الزوجية والأمومة وظيفة وعملا.
ولك أن تصدقي أو لا تصدقي إذا علمت أن الدراسات الحديثة حتى في البلاد الغربية تتجه إلى القول بأن الخسائر الحاصلة من خروج المرأة إلى ميدان العمل أكبر من الثمار الناتجة حتى بلغة الأرقام، وذلك لأنهم وضعوا في الحسبان الآثار الخطيرة على الطفولة وعلى الأخلاق وعلى صعيد الاستقرار النفسي والاجتماعي إجمالا.
وإذا كان زوجك يقوم بواجباته على أكمل الوجوه فإننا ننصحك بعدم التفكير في الوظائف، ونذكرك بأن حق الزوج والأبناء مقدم، وأن الأصل عندنا أن المرأة مصونة وإنسانة مخدومة من والدها وإخوانها ومن زوجها وأبنائها، والسلامة لا يعدلها شيء.
ولعلك سمعت بقصة ذلك الشيخ الذي جاء مع أسرته إلى أوروبا، وعندما ركب سيارة الأجرة التي كانت تقودها فتاة هي في ريعان شبابها تعمد أن يقول لها لماذا تعملين؟ فتعجبت وقالت: ماذا تقول؟! فقال لها: لماذا تعملين؟! فأوقفت سيارتها وقالت: إذن أموت جوعا كيف أسكن؟ كيف ألبس؟ فقال لها: لكن المرأة عندنا لا تعمل فقالت: ومن الذي يطعمها ويكسوها و....، فقال لها: الأب والابن والزوج، فقالت: والله إنها ملكة، ثم علق الشيخ قائلا: المرأة في بلاد الغرب لم يسمح لها بالعمل، بل أجبرت على العمل، وإذا لم تعمل فسوف تموت جوعا وتضيع.
وأرجو أن تعلم كل زوجة أن مال الرجل لزوجته ولأولاده، والمرأة المدبرة تستطيع أن توفر لأسرتها من مصروفها اليومي، وتحرض زوجها على حسن التخطيط لمستقبل الأسرة، والإسلام دين يحرم الإسراف، ويكره التبذير ويجعل المبذرين إخوانا للشياطين.
وينبغي أن تعلمي أن المستقبل بيد الله عز وجل، وقد تكفل بالرزق لجميع بني البشر، فأيقني أن الله لا يضيع أحدا من خلقه، وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بالحرص على طاعته، نسأل الله لكم التوفيق والسداد، ونسأله سبحانه أن يديم علينا وعليكم الأمن والعافية.
وبالله التوفيق والسداد.