كيف يتعامل الزوج مع زوجته عندما يدور نقاش بينهما؟

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متزوج منذ سنتين وإلى الآن لم أرزق بمولود، وعمر زوجتي 20 سنة، وكلما تطرقت لأي موضوع مع زوجتي أحيانا أنا الذي أبدأ بالنقاش، وأحيانا هي، وأثناء النقاش إذا كانت هي على صواب أو أنا؛ جرت العادة أن أقول: خيرا إن شاء الله، ما في مشكلة، أنا آسف، فتغضب زوجتي وتتذمر، وتقول لي: أقنعني بسبب معين، أنا لست طفلة، أقنعني ولا تقفل النقاش معي بهذه البساطة، هذا موقف.

وأيضا شعرت بأنها إذا أردنا الذهاب لأي مكان، وكنت متعبا أو غير مرتاح، وتعللت لها بأي سبب؛ كذلك تغضب مني، وشعرت بأنها تريد أن أقول لها: نعم نعم، وأي شيء تريده لا أبدي أي ملاحظة.

وقد كررت لي عدة مرات كلمة: "لو تريد من الأفضل كل واحد يروح لحاله" (تقصد الانفصال)، وبعدها بيومين أو ثلاثة تعود وكأنه لم يحصل شيء، علما بأن هذه المواقف تكررت أكثر من مرة، وأنا في حيرة من أمري.

الرجاء إفادتي بأسرع وقت، وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Jamal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العبارات المذكورة توحي بأنك تستمع إليها وأنت متضايق، والمرأة دائما تحتاج لمن يستمع إليها ويركز معها، فهي لا تقبل بمجرد السماع، ولكنها تريد الاستماع وحسن الإنصات، والتجاوب معها وتشجيعها على الاستمرار، وفتح شهيتها للغوص في التفاصيل، كأن تقول: ممتاز ثم ماذا؟ عجيب والله، ثم ماذا حصل؟ لأن الكلام (والفضفضة) مقصودة بذاتها عند المرأة التي ربما ترى قيمتها واحترامها بمقدار صبر زوجها وتفاعله مع كلماتها.

وقدوتنا في ذلك هو رسولنا -صلى الله عليه وسلم- الذي استمع إلى الصديقة وهي تسرد خبر إحدى عشرة امرأة تعاقدن وتعاهدن أن لا تكتمن من خبر أزواجهن، ثم قال لها بعد انتهائها: (كنت لك كأبي زرع غير أني لا أطلقك، فردت عليه: بل أنت والله خير من أبي زرع)، وقد بوب أهل السنن باب سمر النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أهله.

ولا شك أن هذا الجانب مهم جدا، وقد تضطر المرأة إذا لم تجد من يستمع إليها إلى أن تهاتف الأجانب إذا كانت ضعيفة الدين.

وأرجو أن يعلم الرجال أن المرأة عندما تتكلم لا تريد حلولا، ولكنها تريد مجالس الاستماع، وفي ذلك إشباع لها، والكلام إحدى الوسائل التي تشعر المرأة من خلالها بتقدير زوجها، وتجدد بها مشاعرها، وقريب من ذلك ما جعلته عائشة حين أذن لها النبي -صلى الله عليه وسلم- برؤية الحبشة وهم يلعبون، وكان يقول لها: شبعت؟ فتقول: لا، ثم وضحت مقصدها فقالت: حتى تعلم النساء موقعها ذلك. وهذا ما نتمنى أن يكون واضحا لك ولنا، كما أن طلبها لبعض الأشياء قد يكون لنفس الهدف، ورفضك للاستجابة لا يفهم كما نفهمه نحن الرجال، ولكن كأنها تقول: لو كان يقدرني لفعل ما أطلبه (ودلعني).

أما قولها "أحسن الانفصال" فما ينبغي أن تأخذه بمأخذ الجد، وهنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي لم تجعل رباط الزوجية بيد المرأة، وإلا لحدث الطلاق في اليوم مرارا، ولا شك أن عدم وجود أطفال يشغلونها يجعلها تطلب قربك، وقد يجلب لها ذلك بعض التوترات، فاتق الله فيها، وأقبل عليها، وتذكر ما فيها من الإيجابيات، وعاونها على طاعة رب الأرض والسماوات، وحاول أن تتفهم نفسياتها ودوافعها، ونسأل الله لكم التوفيق والسعادة والهناء.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات