السؤال
السلام عليكم.
اشترطت على خطيبي قبل الزواج البقاء في عملي، وهو وظيفة في مكتب به بنات، وألتزم بالقواعد الشرعية، وقد وافق على ذلك، لكنه بعد الزواج بدأ يهددني ويضغط علي بالتوقف عن العمل، خاصة بسبب حملي فما الذي أفعله؟!
ولا أريد التخلي عن عملي ولا أريد أن أحطم أسرتي، فأرشدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلست أدري ما هي الأسباب التي دفعت خطيبك إلى تغيير رأيه؟ وهل هو قائم بواجباته كاملة؟ وأشكر لك حرصك على صيانة أسرتك، ثم ما هي المصلحة المتحققة من استمرارك في العمل؟ وهل أنت بحاجة لعائد العمل؟ وهل هناك من يتولى رعاية مولودك مستقبلا؟ ومن الذي سيفعل ذلك؟ وهل تعتقدين أنها يمكن أن تسد مكانك كأم؟
وسوف أكون سعيدا إذا وصلتني إجابات عن هذه الأسئلة، وإذا لم يتيسر ذلك فأرجو وضعها في الاعتبار عند حل المشكلة، لأنني حريص على أن تنظري للموضوع من كافة الوجوه وتتلمسي النتائج المتوقعة وردود الأفعال.
وإذا كنت قد اشترطت عليه مواصلة العمل فعليه أن يلتزم بالشرط، والمسلمون عند شروطهم، وأما إذا كان ذلك على سبيل الرجاء والطلب فالأسلم النظر للمصلحة لطفلك ولاستقرار أسرتك.
وأتمنى أن لا تجعلوا هذا الموضوع سببا للخلاف، ويمكن أن تأخذي إجازة لفترة الحمل وما بعدها، وأرجو أن يعلم زوجك أن الاستقرار النفسي للمرأة الحامل يعتبر من الأمور الأساسية في نحاج المولود وسعادته في الحياة لأنه يتضرر إذا تأثرت أمه نفسيا.
ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي وضعت عن الحامل والنفساء بعض التكاليف الشرعية، وهذه دعوة لكل رجل أن يقدر أيام ضعف المرأة وأن يلطف بأهله استجابة لقول الله: (( ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن.. ))[الطلاق:6]، ولوصية رسولنا الذي قال: (استوصوا بالنساء خيرا)، وقال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه وأكرر دعوتي للتعامل مع الخلافات بحكمة وحنكة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.