السؤال
أشعر بالخجل الشديد من النساء فقط، حيث إنني لا أشعر إطلاقا بالخجل وسط المجتمع الرجالي، ولكن إذا كنت في وسط مجموعة من الناس على سبيل المثال في مكان عملي وكانت تتواجد امرأة جميلة أو مجموعة من الفتيات أشعر بالخجل الشديد والتقيد ولا أستطيع أن أتفاعل بشكل طبيعي مع زملائي.
وهذا يسبب لي بعض المشاكل؛ خاصة أني أتمنى أن أقدم على الزواج والخطوبة كي أعف نفسي وأقي نفسي فتنة عصرنا، ولكن خجلي من الفتيات بخاصة الحسناوات منهن يحول بيني ويخيفني أن أخوض هذه التجربة، حيث لا أستطيع أن أتخيل مشهدي الخجول أمام من أتقدم لخطبتها!
ولكن الذي أتعجب منه في أمري هذا أنني لست بطبعي خجولا، فأنا أتعايش مع جميع الناس بشكل طبيعي، وأستطيع أن أكون اجتماعيا جدا وسط المجموعات الكبيرة من الشباب والرجال، ولكن عند بنات حواء أكون ضعيفا جدا، لماذا؟
أرجو أن يكون لديكم حلا لمشكلتي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ف م أ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.. ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.
فإن الذي تعاني منه والذي وصفته بالخجل الشديد من النساء، أنا لا أعتقد أنه علة مرضية، وليس هنالك ما يدل أنك تعاني من الخجل المرضي، إنما في نظري الذي بك هو نوع من الحياء، والحياء فضيلة والحياء كله خير، فلا تتهم نفسك بالقصور الاجتماعي لأنك لا تستطيع أن تتفاعل مع النساء خاصة إذا وجدت امرأة جميلة.
انظر للأمور بمقياس آخر، ويجب أن تكافئ نفسك على هذا الشعور ولا تعاقبها، لا تنظر إلى نفسك بمنظر الخجول ولكن انظر إلى نفسك من منطلق الرجل الذي يراعي الحياء ويراعي الحرمات، وأود أن أقول لك: إنني أرى أنك سوف تكون موقرا جدا في نظر المحترمات من النساء، وسوف يكبرن تأدبك وذوقك الرفيع وابتعادك عن التطفل واللامبالاة التي يتعامل بها البعض مع النساء.
بالنسبة لأمر الزواج، فلا أعتقد أبدا أنه سوف تواجهك أي مشكلة؛ لأن الحياة مع الزوجية تختلف اختلافا تاما عن التفاعل أو التعامل مع بقية النساء، الحياة مع الزوجة تقوم على الخصوصية وعلى السرية، ولا شك أن الحياة الزوجية هي أخذ وعطاء، والإنسان بما أنه كيان إنساني متفاعل يجد سهولة كبيرة للتعامل مع من يحب ومع من يحترم، ولا شك أن الزوجة هي أولى بالحب وبالاحترام. فأطمئنك وأؤكد لك أنك لن تحدث لك أي نوع من المعاناة في هذا السياق.
أرجو أن تصحح مفهومك حول نفسك، هذا الفكر الذي يسيطر عليك وهو أنك تتخيل مشهدك الخجول أمام من تتقدم لخطبتها، هذا ليس خجلا، هو وقار واحترام، عليك فقط أن تدرب نفسك على التواصل والمهارات الاجتماعية المطلوبة في مثل هذه المواقف وهي التحية والتقدير والإقدام على الخطيبة بما هو مطلوب من تواصل معها في حدود ما هو مشروع، وكما ذكرت لك حين تصبح زوجة لك سوف تنتهي كل هذه الجدر والحجب النفسية التي تراها قصورا فيك.
أنا أؤكد لك وأرى أنك لا تعاني من أي مشكلة حقيقية، هذا تأدب وحياء وذوق رفيع، ونصيحتي لك ألا تراقب نفسك أبدا مراقبة شديدة وصرامة حين تقابل امرأة، وحاول أن تكون أيضا فاعلا حينما تكون في البيت مع إخوتك ووالدتك ومحارمك، حاول أن تناقش وأن تتفاعل وهذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك.
أكرر وأقول لك: لا أرى أبدا علة سلوكية أو نفسية في حالتك، يجب أن تكافئ نفسك وتعتبر أن هذا حياء وليس خجلا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا..
وبالله التوفيق.