أثر القلق والتوتر على وخز الصدر

0 1061

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أحيانا أحس بوخز في صدري من جهة اليمين، وأحيانا من جهة اليسار، استمر هذا الوخز حوالي أسبوع، فقررت الذهاب إلى طبيب القلب فأجرى لي فحوصات وتخطيط قلب، فأخبرني الطبيب أن كل شيء على ما يرام، ولكن عندي زيادة في ضربات القلب بلغت 84 ضربة في الدقيقة.

أما عن الوخز فأرجع السبب للتوتر النفسي والقلق، وطلب مني أن أبتعد عن التوتر والقلق وممارسة الرياضة، وأيضا أعطاني دواء لتخفيض ضربات القلب.

المشكلة أن الوخز مستمر إلى غاية اليوم، ولكنه يختفي أثناء المجهود أو ممارسة الرياضة، فما تفسير الزيادة في ضربات القلب عندي؟ وهل هي مقدمة لمرض في القلب لا قدر الله؟
وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.. ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

إن الشعور بالوخز أو الآلام في الصدر هو عرض شائع جدا وسط الناس، والأقلية القليلة يمكن أن يكون هذا الوخز أو الألم عندهم ناتجا من مرض في القلب، أما الأغلبية العظمى في هذا الوخز أو الألم يكون ناتجا من تقلصات وانقباضات عضلية، يكون سببها التوتر والقلق النفسي.
والتفسير النفسي لهذه الظاهرة هو أن الناس تنشغل كثيرا بالقلب وأمراض القلب خاصة في زماننا هذا، ووجد أن هذا الانشغال وهذا القلق قد يكون قلقا داخليا لا يظهر في صورته الظاهرية، لكنه يتجسد في شكل انقباض عضلي في منطقة الصدر حيث يوجد القلب.
إذن الظاهرة هي ظاهرة نفسية بحتة وليست ذات منشأ عضوي، وأرجو أن تطمئن تماما على قلبك كما أوضح لك الطبيب.

ضربات القلب التي لديك هي ضربات معقولة جدا، فأربعة وثمانين ضربة في الدقيقة لا تعتبر أبدا ضربات عالية، حيث إن ضربات القلب تتفاوت وهي ما بين الستين والثمانين في معظم الناس، وهذه الضربات ترتفع حتى تصل إلى مائة أو أكثر في حالات القلق أو التوتر أو ممارسة أي جهد رياضي أو في حالة الإصابة ببعض الأمراض مثل زيادة إفراز الغدة الدرقية.

ضربات قلبك هي في المعدل الطبيعي ولا يوجد أي مؤشر على أنك تعاني من أي مرض في القلب أو أن هذه الحالة هي دليل أو بداية للإصابة بمرض القلب.

اختفاء الوخز في أثناء ممارسة الرياضة تفسيره أن الاسترخاء العضلي يحدث في وقت ممارسة الرياضة ولذا يختفي الألم والوخز، وهذا دليل قاطع أن حالتك هي حالة نفسية بسيطة وليست عضوية، فأرجو أن تطمئن الاطمئنان التام، وأرجو أن تواصل في ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، وسوف أصف لك أدوية تساعد كثيرا في زوال هذا القلق الذي أدى إلى الشعور بالوخز في الصدر.

الدواء الذي أرجو أن تتناوله يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، وجرعته هي خمسون مليجراما صباحا ومساء لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسين مليجراما مساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب هذا العقار يوجد عقار آخر يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، وتوجد مسميات أخرى، أرجو أن تبدأ في تناوله أيضا بجرعة كبسولة واحدة (عشرين مليجراما) يوميا لمدة ستة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.
أما بالنسبة للعقار الذي يخفض ضربات القلب والذي غالبا هو عقار يعرف تجاريا باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) فلا مانع من تناوله عند اللزوم، بمعنى إذا شعرت بتسارع في الضربات أو عدم انتظام فيها.
نصيحتي لك أيضا أن تقلل من تناول الشاي والقهوة وألا تتناوب كثيرا على الأطباء فقلبك -إن شاء الله تعالى- سليم، وواصل الرياضة، واستفد من وقتك فيما هو نافع، وتواصل اجتماعيا، بمعنى آخر يجب أن تدير وقتك بصورة جيدة؛ لأن هذا - إن شاء الله تعالى – يصرف تفكيرك عن هذه الآلام التي تعاني منها، وعليك أن تكثر من الدعاء وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك ويحفظنا وجميع المسلمين.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.. ونشكرك كثيرا على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات