علاج ارتجاع الصمام الميترالي مع وجود ارتخاء

0 660

السؤال

أولا: أقدم لكم جزيل الشكر والعرفان، وبعد:
ابتلاني الله بالحمى الروماتزمية وأنا في عمر 7 سنوات - والحمد لله - عوفيت منها بأخذ أمبول البينادور طويل المفعول إلى أن بلغت عمر 20 عاما، وبعدها توقفت بناء على قرار الطبيب لمدة 3 أعوام، وبعد ذلك تعرضت لتيار بارد فشعرت بألم في كتفي الأيسر والمنطقة اليمنى من قلبي، مع ألم في الرسغ الأيسر، وزيادة نبضات قلبي، فعمل الطبيب لي إيكو وأخبرني بوجود ارتخاء في الصمام المترالي مع ارتجاع بسيط، وأمرني أن أواظب على البنسلين طويل المفعول كل شهر طول العمر، وأعطاني مسكنا فقط هو بيروفين وإندرال عند اللزوم - والحمد لله - تحسنت، هذا منذ 2003 إلى الآن، ولا أشعر إلا بألم بسيط متحرك في مناطق مختلفة في جسدي، وبالأخص منطقة القلب في الجهة اليسرى يشبه الوخز ويزول سريعا مع أي قرص من البروفين.

مع العلم بأني لم أراجع طبيبا منذ ذلك الوقت خوفا من سماع أخبار غير سارة، مع العلم بأني أمارس حياتي بشكل طبيعي، وألعب كرة القدم، فهل هناك أي أثر سلبي في المستقبل؟ وهل الحقنة مفيدة في حالتي؟

مع العلم بأن أي تعرض للبرد يصيبني بألم يشبه الوخز، وكذلك التهاب الحلق، مع العلم بأني أزلت اللوز قبل إصابتي بالحمى الروماتزمية.

أفيدوني أفادكم الله وعافا الله الجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: الحمى الروماتيزمية Rheumatic fever شيء، وارتخاء الصمام الميترالي Mitral valve prolapse شيء آخر، فالحمى الروماتيزمية قد تصيب صمامات القلب، وقد تسبب ارتجاعا في الصمام الميترالي Mitral regurgitation إلا أن هذا نادرا ما يحصل بدون أن يكون هناك تضيق في الصمام التاجي Mitral stenosis وارتخاء الصمام الميترالي مرض شائع في جميع المجتمعات، ويتراوح حدوثه ما بين 5 - 15 %، كما أنه أكثر شيوعا بين النساء، وفي الغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بالارتخاء يكون هذا العيب موجودا منذ الولادة، حيث تلعب الجينات الوراثية دورا مهما في تكوينه، لكن أعراضه ومضاعفاته لا تظهر إلا بعد البلوغ.

في الغالبية العظمى من الأشخاص لا يحدث الارتخاء بالصمام الميترالي أعراضا أو يشكل خطرا على حياة المصاب، وفي غالب الأحيان يتم اكتشافه بالصدفة، ولكن هناك نسبة بسيطة من المرضى قد يعانون من بعض الأعراض مثل: آلام مختلفة بالصدر، وضيق بالتنفس، وخفقان مع فتور عام بالجسم وربما تصاحبها دوخة بسيطة.

أما التشخيص: فإن تشخيص الصمام الميترالي المرتخي من الأمور السهلة ويتم عن طريق الفحص السريري الإكلينكي، بالإضافة إلى تأكيد التشخيص عن طريق فحص القلب وصماماته بالموجات فوق الصوتية والدوبلر.

أما العلاج: فإن معظم المصابين بارتخاء الصمام الميترالي لا يحتاجون لأي نوع من العلاج، لكن هناك نسبة ضئيلة من المرضى قد يحتاجون لنوع خاص من العلاج هؤلاء هم:

1- المصابون بارتجاع شديد في الصمام الميترالي نتيجة عجز في غلق هذا الصمام، وهؤلاء المرضى قد يحتاجون في جراحة القلب المفتوح لإصلاح الصمام أو تبديله بآخر صناعي معدني أو نسيجي.

2- المرضى المصابون بخفقان شديد ومتكرر وناتج عن اضطرابات كهربائية خطيرة والمصحوبة بأعراض مزعجة أو خطيرة مثل الدوخة أو فقدان الوعي، وهذه الفئة من المرضى يجب علاجهم بواسطة العقاقير الطبية الخاصة أو ربما يضطر الوضع الطبي لزرع بطارية كهربائية لتنظيم ضربات القلب وذلك حسب نوعية الخفقان. ومن الأدوية التي تستخدم هو الاندرال.

- المرضى المصابون بتسريب أو ارتجاع في الصمام الميترالي مهما اختلفت درجة تسريبه أو ارتجاعه ويحتاجون للقيام بعمليات جراحية مثل خلع الأسنان أو نظافتها وعمليات الجهاز البولي والتناسلي والهضمي، يجب وقاية قلبهم وصماماته والغشاء المبطن (الشفاف) من الالتهاب البكتيري وذلك بإعطاء المرضى مضادات حيوية قبل الشروع في إجراء العملية بمدة قصيرة.

أن البنسلين بشكل مستمر يعطى للمرضى الذين يعانون من الحمى الروماتيزمية مع إصابة القلب.

لذا أرى أن تراجع طبيبا مختصا في الأمراض القلبية حتى يحدد لك المشكلة في القلب، فهل هو ارتخاء الصمام الميترالي مع ارتجاع فيه أم أنه إصابة الصمام في الحمى الروماتيزمية مع ارتجاع في الصمام؛ لأن هناك بعض الاختلاف في علاج الحالتين والمتابعة.

وأما الآلام التي تأتي مع البرد فقد تكون آلاما عضلية أو في الأوتار وليس لها علاقة مع الحمى الروماتيزمية، وخاصة إن تحسنت وحدها خلال عدة أيام.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات