السؤال
أشعر بانتفاخ في أعلى المعدة، وأشكو من كثرة الغازات، وإذا صعدت إلى مكان مرتفع أشعر بحركات لا إرادية في المعدة (كأنها تنبض بسرعة) يتبعها خنق في الحلق، وأشعر بتشنجات كثيرة في المعدة عند الوقوف أو قيادة السيارة، وقد تم التشخيص بأن لدي احتقانا في الإثني عشر، والتهابات في أسفل المعدة، وأنا على هذه الحالة أكثر من عشر سنوات ولا جدوى.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسط حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلابد وأنه قد أجري لك منظار للمعدة، فإن تشخيص التهاب المعدة والإثني عشر يكون بالمنظار، وهذا الالتهاب في المعدة والإثني عشر يمكن أن يزول بالعلاج، خاصة إن كان السبب هو الجرثومة الحلزونية المعدية، فإن العلاج الثلاثي لمدة أسبوعين كاف لأن تذهب الأعراض ويقضي على الجرثومة، ولابد وأنك تناولت العلاج بعد التشخيص بالمنظار.
لذا فإن الأعراض التي تشكو منها هي ليست من التهاب المعدة، والانتفاخ الذي تشكو منه هو من الغازات التي في البطن، وكثرة الغازات قد تحدث تقلصا في الأمعاء، وتحدث أصواتا مع مرور الغازات في الأمعاء.
ولذا يجب أن تعرف سبب تشكل الغازات في الأمعاء عندك حتى تتجنبها أو تعالجها، وأذكر هنا الأسباب لكثرة الغازات في البطن لكي تتعرف أنت على أي من هذه الأسباب أو أكثر من سبب عندك وبالتالي تجنبه:
1- تناول الطعام بشراهة وبسرعة دون مضغ؛ مما يساعد على دخول كميات كبيرة من الهواء مع الطعام.
2- المشروبات الغازية تحتوي على ثاني أكسيد الكربون، وهذه الغازات التي تتحرر تتجمع في المعدة، فإما أن نخرجها بشكل تجشؤ أو أنها تنزل إلى الأمعاء.
3- الإمساك الذي يؤدي إلى بقاء الطعام فترة طويلة؛ مما يسبب تخمرا في الطعام، وبالتالي الغازات.
4- بعض الأطعمة مثل الحليب ومشتقاته تسبب زيادة في تشكل الغازات، خاصة عند الناس الذين يشكون من نقص خميرة خاصة بهضم الحليب، ويلاحظ المرضى آلاما وإسهالا وغازات كلما شربوا الحليب، ولا يحصل هذا الشيء مع تناول الزبادي ( اللبن).
5- البقوليات والملفوف والقرنبيط والفجل واللفت، من الأطعمة المولدة للغازات.
6- استعمال النرجيلة فإنه يدخل كمية كبيرة من الدخان أو الغازات إلى البطن، ومضغ العلكة - اللبان - والتدخين من العوامل التي تزيد من عملية بلع الهواء.
لذا فعليك معرفة الأسباب التي ذكرتها والابتعاد عنها، فإن أكثر الطرق شيوعا لتقليل الإزعاج الناتج عن كثرة الغازات والانتفاخ هي تغيير العادات الغذائية، وتناول الأدوية وبعض الأعشاب، وتقليل كمية الهواء المبلوع قدر الإمكان.
وهناك بعض الأدوية التي تساعد على التقليل من غازات البطن بعد محاولة علاج الأسباب التي ذكرتها، ومن هذه الأدوية دواء يسمى: Dysflatyl ثلاث مرات في اليوم، والفحم المنشط الذي يعمل على تقليل الغازات فيزيائيا من خلال عملية الامتصاص.
بالإضافة إلى مركبات الإنزيمات الهاضمة التي تساعد بصورة كبيرة على هضم النشويات والكربوهيدرات، وتسمح للناس بتناول الأطعمة التي تسبب لهم غازات عادة.
وإنزيم اللاكتيز الذي ذكرناه من قبل متوفر على صورة أقراص وشراب، وبإضافة بعض قطرات من اللاكتيز السائل على كوب الحليب قبل شربه أو مضغ قرص من الإنزيم قبل الطعام يساعد كثيرا على هضم اللاكتوز وعدم تكون غازات.
أيضا الأدوية التي تحتوي على محلول - ألفا جالاكتوسيداز - وهو إنزيم ينقص الجسم لهضم السكريات الموجودة في الفول والبقول التي كانت لا تهضم أصلا وتسبب الغازات، ويذكر أن الطهي الجيد للطعام، خاصة البقول يقلل الغازات المعوية والانتفاخات بشكل ملحوظ.
ويجب أن نذكر هنا أن الغازات وانتفاخ البطن من أعراض القولون العصبي الذي يترافق مع آلام في البطن، والتي يمكن أن تأتي أثناء القلق والتوتر، وقد يكون سبب الألم عندك مع قيادة السيارة، خاصة مع الطرقات والزحمة فإن الإنسان يتوتر ويقلق ويخشى أن يتأخر على عمله، وهذا من شأنه أن يسبب ألما في البطن، وفي بعض الحالات يحصل نوع من التقلص في المريء مسببا ألما في الصدر.
على كل حال الأفضل أن تراجع طبيبا مختصا بجهاز الهضم، أو الطبيب المعالج لكي يقوم بمعرفة سبب الغازات وفحصك، وإن لزم يتم تحويلك لقسم جهاز الهضم في المستشفى.
وبالله التوفيق.