سرعة دقات القلب مع تنميل القدمين

0 561

السؤال

السلام عليكم
تعاني أختي من كتمة في صدرها، وسرعة دقات القلب، وتنمل في الأقدام، علما بأن عمرها ثمانية عشر عاما، وقد عملت تحليلا وكانت نتيجته سليمة، ولكن الحالة ما زالت مستمرة، فأفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نطمئنك أن حالة أختك هي حالة بسيطة بإذن الله، فإن هذه الأعراض التي ذكرت في هذه الرسالة من شعور بالضيق في الصدر، وسرعة في دقات القلب، وتنميل في القدمين، هي دليل على أنها تعاني من قلق نفسي، والقلق النفسي حالة منتشرة وتكثر لدى البنات في هذا العمر، والقلق النفسي ربما يكون هناك أسباب أدت إليه وفي معظم الحالات لا تكون هناك أي أسباب، عموما هو ليس من الحالات النفسية الصعبة أو الخطيرة، ولكن يفضل أن يعالج.

أنت ذكرت أن الفحوصات كلها جيدة ولله الحمد، وهذا شيء يطمئن كثيرا، وهناك فحص واحد أرجو أن يكون تم التأكد منه، وهو فحص وظائف الغدة الدرقية؛ لأن زيادة نشاط الغدة الدرقية قد يؤدي إلى أعراض مشابهة ومماثلة، وعموما هذا الفحص هو من الفحوصات البسيطة ولا أعتقد أنه قد يكون فات على الطبيب، لكن عموما أرجو أن تتأكدي من هذه المعلومة التي ذكرتها، وأعتقد أن الفحص سوف يكون طبيعيا، وإذا كان هنالك زيادة في الإفراز هذا أيضا علاجه سهل.
إذا اعتبرنا أن الحالة هي حالة قلق بدون اضطراب في وظائف الغدة الدرقية فأقول لك: أولا إذا كانت أختك لديها أي صعوبات مع أفراد الأسرة أو مع الدراسة أو مع المعلمات يجب أن تكون هنالك نوع من المصارحة والمكاشفة والحوار البناء؛ لأن الكتمان والسكوت على ما لا يرضي الإنسان يؤدي إلى احتقانات نفسية كثيرة، وهذه الاحتقانات النفسية تظهر في شكل أعراض نفسية قلقية، والقلق النفسي قد يعبر عنه بأعراض جسدية مثل الذي يحدث لأختك حفظها الله.
التوتر النفسي الداخلي وهذا الاحتقان يؤدي إلى انشدادات عضلية خاصة في الصدر، كما أن ضربات القلب تتسارع نسبة لزيادة إفراز مادة الأدرانيل التي أيضا قد يزداد إفرازها من القلق، إذن التعبير عن الذات أو ما نسميه بالتفريغ النفسي يعتبر مهما وضروريا.

ثانيا: عليك أن تساندي أختك وتحاولي دائما أن تشجعيها وتبسطي لها الأمر، وهو فعلا أمر بسيط.
ثالثا: هناك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء تعتبر مفيدة وجيدة لعلاج مثل هذه الحالات، يمكنك أن تتحصلي على شريط أو كتيب يوضح كيفية تطبيق وممارسة هذه التمارين الاسترخائية، وهذه الكتيبات والأشرطة والسيديهات متوفرة بكثرة في المكتبات، فأرجو أن تحصلي على هذه المعينات، وتجعلي أختك تطبق هذا التمرين، واجعلي أختك أيضا أن تمارس أي نوع من الرياضة يناسب الفتاة المسلمة متى ما كان ذلك متاحا؛ لأن ذلك يساعدها كثيرا.

بقي بعد ذلك أن أصف لها أحد الأدوية الممتازة والجيدة والتي تساعد كثيرا في علاج هذا النوع من القلق، والدواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تبدأ أختك في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من فئة الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – يوميا ليلا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلا وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى خمسة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

هذه المدة هي المدة المعقولة لعلاج مثل هذه الحالات، وهذا الدواء مفيد وهو سليم جدا وغير إدماني ولا يؤثر مطلقا على هرمونات الإناث، وختاما نشكرك على اهتمامك بأمر أختك، ونسأل الله لها الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات