السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 30 عاما، أشعر أن دقات قلبي يوميا لا تتجاوز ثمانين دقة في الدقيقة، وعند عملي لجهد لا أحس بضيق في النفس، لكن عندي مشكلة في القولون العصبي، فهل له علاقة بدقات القلب؟! علما بأن طولي 175 سم ووزني 81 كج.
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 30 عاما، أشعر أن دقات قلبي يوميا لا تتجاوز ثمانين دقة في الدقيقة، وعند عملي لجهد لا أحس بضيق في النفس، لكن عندي مشكلة في القولون العصبي، فهل له علاقة بدقات القلب؟! علما بأن طولي 175 سم ووزني 81 كج.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdou حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن رسالتك ذات محتوى قصير، ولكنها أوضحت بعض النقاط المهمة، وكنت أتمنى إذا كانت أكثر تفصيلا، لكن عموما الذي خلصت إليه أنك قلق حول عدد دقات القلب، وأنك تعاني من القولون العصبي، وأنك تحس بضيق في التنفس حين تبذل أي نوع من الجهد، وطولك هو طول فوق الوسط، كما أن وزنك أقول هو معقول وإن كان وزنك في حدود ستة وسبعين كيلو جراما، وليس واحدا وثمانين كيلو جراما.
ضربات القلب يعرف أنها تتفاوت من إنسان إلى إنسان في عددها وقوتها، ويلعب العمر دورا مهما في ذلك، كذلك الحالة الرياضية للإنسان، حيث يعرف أن الرياضيين على سبيل المثال قد يكون عدد ضربات القلب لديهم في حالة الراحة خمسة وأربعين دقة في الدقيقة أو أكثر من ذلك قليلا، وهذا يعتبر طبيعيا جدا، والإنسان القلق دائما تجد أن ضربات قلبه مرتفعة جدا أكثر من ثمانين أو تسعين، وهكذا.. فإذن هنالك بعض الفوارق التي نعتبرها فوارق طبيعية جدا، وبما أن عدد دقات القلب لديك ثمانون هذا في نظري طبيعي جدا؛ لأن المعدل الطبيعي هو في الأصل ما بين خمسة وستين إلى ثمانين، ويذكر في كتب الطب أن المتوسط هو اثنان وسبعون نبضة في الدقيقة، وأقول لك أنك من ناحية عدد النبضات أو الضربات يعتبر هذا طبيعيا ومناسبا بالنسبة لعمرك وليس هنالك ما يدعو أبدا للقلق.
أعراض القولون العصبي يمكن أن يكون لها علاقة بحالتك النفسية العامة؛ لأن القولون العصبي كثيرا ما يكون تعبيرا عن قلق نفسي، بمعنى أن القلق النفسي أو حتى الاكتئاب البسيط كثيرا ما يكون مسبببا لأعراض القولون العصبي؛ ولذا يعتبر القولون العصبي من الأمراض (النفسوجسدية)، بمعنى أن النفس تعلب دورا في حدوث هذه الأعراض العضوية، ويعرف أن أكثر أعضاء الإنسان تأثرا بالقلق هو الجهاز الهضمي.
أما ضيق النفس يمكن أيضا أن يكون تعبيرا عن وجود القلق، ولكن بالطبع لابد أن تتأكد من الحالة العضوية. أنا لا أعتقد أنه مؤشر على وجود مرض جسدي، ولكن الأمانة الطبية تقتضي أن أنصحك بعمل بعض الفحوصات الأساسية، ويمكنك أن تذهب إلى المركز الصحي، وهذه المراكز بفضل الله توجد فيها الخدمات ممتازة جدا، وغالبا ما يقوم الطبيب بعمل أشعة للصدر وتخطيطا للقلب، وكذلك يفحص الدم للتأكد من قوته، هذه فحوصات تعتبر طبيعية وروتينية، وهي إن شاء الله تكون كلها سليمة، وهي فقط من أجل الاطمئنان.
إذا كان الضيق في التنفس يأتيك مع بذل الجهد الشديد أو المتوسط فهذا أمر طبيعي، خاصة الإنسان غير رياضي، قد يحس بإنهاك وضيق في التنفس مع بذل المجهود، أما إذا كان يأتيك وأنت في بدايات الجهد الجسدي فهذا لابد أن يفحص – كما ذكرت لك – وإن كنت أرى أن القلق هو المسبب الأساسي لما تشتكي وتعاني منها، ولكن هذه الفحوصات هي فقط لمجرد الاطمئنان.
بعد أن تتأكد من الفحوصات اللازمة أرجو أن تقوم بتمارين رياضية متدرجة، بمعنى أن تبدأ بنشاط رياضي كالمشي مثلا لمدة ربع ساعة ثم ارفعها بعد أسبوع إلى نصف ساعة مثلا، ثم بعد أسبوع ارفعها إلى خمسة وأربعين دقيقة، ويمكنك أن تسرع في المشي، وهذا إن شاء الله يفيدك كثيرا، وهذا الضيق إذا كان بالفعل ناتجا من القلق فإن الرياضة سوف تزيل ذلك تماما، وهي مفيدة جدا لعلاج القولون العصبي.
بجانب الرياضة أود أن أصف لك أحد الأدوية المضادة للقلق، وهو يعتبر من الأدوية البسيطة والأدوية السليمة والجيدة بإذن الله، الدواء يعرف تجاريا وعلميا باسم (موتيفال Motival)، فيمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحا وحبة مساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
الموتيفال من الأدوية الممتازة ومن الأدوية السليمة وغير الإدمانية، وهو يحسن المزاج وجيد جدا لعلاج أعراض القولون العصبي.
أنصحك أيضا أن تعبر عن نفسك، فينبغي أن تعبر عن ذاتك، فكل ما لا يرضيك أو تحس أنه قد يؤدي إلى احتقان داخلي في نفسك عليك أن تفرغه وعليك أن تخرجه وعليك أن تكون دائما معبرا عن نفسك خاصة الأمور التي لا ترضيك، فكثير من الناس يسكت على الأمور البسيطة التي لا ترضيه، وذلك كنوع من الذوق وحسن الخلق والحياء وهكذا، ولكن الإنسان لابد أن يعبر عن نفسه أيضا في حدود الذوق وفي حدود ما هو مقبول، وهذا ما نسميه بـ(التفريغ النفسي)، وهو أمر ضروري جدا من الناحية العلاجية؛ ولأن الكتمان أحد الأركان الرئيسية لنشوء ما يسمى بالقلق الداخلي أو القلق المقنع، والذي غالبا ما يظهر في شكل أعراض جسدية كالقولون العصبي.
أود منك أيضا أن تطور إمكانياتك المهنية وأن تكون جادا في عملك، وتكون محبا لعملك؛ لأن هذا أيضا فيه نوع من التأهيل النفسي، أيضا حاول أن تروح عن نفسك وتلتقي بأصدقائك وتزور أرحامك، هذا إن شاء الله يمثل عائدا نفسيا إيجابيا كبيرا، أيضا أنصحك بأن تشارك اجتماعيا في الأعمال الخيرية، ولا شك أن مشاركتك في النشاطات الجماعية كالمشاركة في حلقات التلاوة، هذا أيضا يفيد اجتماعيا ويجعل الإنسان في حالة من السكون والطمأنينة والاسترخاء، وهذا بالطبع مضاد أساسي للقلق.
ختاما لا أعتقد أن لديك مشكلة أساسية، الحالة التي تعاني منها هي حالة بسيطة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما قدمناه من نصائح، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.