السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب، عقدت على زوجتي، ومسافر إلى إحدى الدول العربية، ولم أدخل بعد على زوجتي، وكنا متفقين ألا تخرج من البيت إلا بعد أن تستأذني وهي من بدأت بذلك، وقد فرحت بهذا، فمرة أوافق، ومرة لا أوافق تبعا للمكان الذي تذهب إليه.
المهم أنها أرسلت لي رسالة أنها تريد أن تذهب إلى جدتها، ولكني لم أرد عليها بالموافقة أو الرفض، وذهبت هي من نفسها، فغضبت غضبا شديدا لدرجة أني أحسست أن قلبي يكاد أن يقف من شدة الغضب، ولا أدري ماذا أفعل؟
مع العلم: أنه لم يتبق على الزواج إلا شهر ونصف، وفكرت أن أتركها بسبب ذلك، ولكني أحسست أني سوف أظلمها، فماذا أفعل معها؟ ولماذا يتعمد بعض النساء مضايقة أزواجهن بهذا الشكل؟ أنا مستاء جدا مما حدث فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبده حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهل سألت نفسك: لماذا لم أرد عليها؟ وهل في زيارتها لجدتها ريبة؟ وهل الأصل أنك توافق في مثل هذه الزيارات أم لا؟ فإن الشرع قد يبيح للمرأة أن تأخذ إذنا عاما بالذهاب للأماكن الفاضلة: كمراكز التحفيظ، أو زيارة والديها والجدة والدة؛ لأنه قد يكون من الصعب أن تستأذن في كل صغيرة وكبيرة، خاصة إذا كان الزوج بعيدا عنها، أو لم يدخل بها ويحوزها إلى داره.
ونحن في الحقيقة نفضل أن تكون تعليمات الزوج وتوجيهاته وإرشاداته بعد أن تنتقل الزوجة إلى بيته وتصبح تحت مسؤوليته ورعايته، أما أن تكون الزوجة عند أهلها ولم يدخل بها، ويريد أن يشدد ويرفض عليها فهذا أمر قد يضايق الفتاة وأهلها، وقد تفتح بابا للتدخلات السالبة.
أعلم أنك متضايق، وسوف تكون هي كذلك وأهلها، وهذا الوضع قد يترك آثارا سالبة، فقدم العفو في هذه المرة، واحرص على إكمال المراسيم، وبعدها ترى من زوجتك ما يسرك من الطاعة والخير، ودليل الخير الذي فيها أنها هي التي عرضت أمر عدم الخروج إلا بإذن منك.
ولا شك أن تركك لها لأجل هذا السبب فيه ظلم لها، وهذا الأمر لا يرضاه الواحد منا لأخته أو لابنته فلماذا ترضاه لبنات الناس؟ ولا يخفى عليك أن المسلم يحب لنفسه ما يحب لغيره من إخوانه، ويكره لنفسه ما يكرهه لهم.
ولا شك أن ذهابها لجدتها بعد أن تأخرت في الرد ليس كذهابها من غير إذنك بحال من الأحوال، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وزادك الله حرصا وخيرا.
وأرجو أن تعلم كل امرأة أن رفض الزوج لذهابها وخروجها دليل على حبه لها وغيرته عليها، وينبغي أن تفرح بذلك وتسعد له؛ فإن الدرة الغالية هي التي يبالغ أهلها في المحافظة عليها.
وهذه وصيتي لك: بتقوى الله، وأرجو أن تسامح زوجتك، واحرص على إكمال المراسيم في أسرع وقت، وبارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في الخير.
وبالله التوفيق والسداد.