السؤال
أنا شاب عمري 31 عاما، متزوج ولدي طفل عمره عامان ولله الحمد، مشكلتي هي الخوف من الحسد، فأنا أشعر بأن زوجتي تحسدني وأخاف منها ومن أهلها، ولا أجعلها تعلم ماذا أكسب، لدرجة أنني أخاف من شراء أي شيء له قيمة، خشية أن تحسدني هي وأهلها، رغم أنها من أسرة متوسطة الحال، ولكنهم يحاولون معرفة ما الذي بحوزة الآخرين، وقد ربتني والدتي على الخوف من الحسد، فهل يمكن للحسد أن يغير القدر؟ وهل يمكن للحاسد أن يقتل المحسود أو يجعله فقيرا؟ وهل أنا إنسان طبيعي؟ وما العلاج؟!
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن خوفك الزائد من الحسد ليس في محله، كما أن ظنك بزوجتك وأهلها مخالف لما ينبغي أن يكون عليه المسلم، وليس كل من يحاول معرفة ما عند الناس يعتبر من الحاسدين، ولكن ذلك مرض آخر هو الفضول، وهذا الخلل ناتج عن التربية الخاطئة، وهذا المرض موجود في معظم الناس، ولكن بدرجات متفاوتة، وقد لا ينفصل في درجاته العادية عن حب الاستطلاع والتعرف على الأسرار والخبايا والخفايا.
ومن هنا فنحن ندعوك إلى أن تتعوذ بالله من الشيطان، وبأن تحافظ على ذكر الرحمن، واعلم أن الكون ملك للواحد الديان، وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده مدبر الأكوان، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصبيك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك.
وتذكر أن الناس لا يملكون لأنفسهم -فضلا عن غيرهم- ضرا ولا نفعا، وفي الحديث: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)، وإذا كان رزق الإنسان مقسوما فلا يستطيع أحد أن ينقص منه أو يزيد فيه، وكذلك أجله، ففيم الهم والغم.
وإذا حافظ الإنسان على أذكار الصباح والمساء، وبذل الفضل من ماله، وأحسن التعامل مع الناس، ورغب في نزول الخير عليهم، فلن يبالي بحسد من يحسده بعد ذلك، ولا مانع من أن يخفي ما عنده، ويلجأ للكتمان أحيانا، وهذا من باب قول يعقوب عليه السلام: ((لا تدخلوا من باب واحد))[يوسف:67].
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن توقن بأن الأمر لله من قبل ومن بعد، وأحسب أن حالتك لا تخلو من المبالغة، فلا تعط الشيطان فرصة، وأحسن إلى زوجتك وأهلها بقدر ما تستطيع، ولا تشعرها بما في نفسك تجاهها وتجاه أسرتها، نسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.