حالات القلق والاكتئاب وعلاقتها بالتدخين وكيفية علاجها

0 706

السؤال

السلام عليكم

أعاني من القلق، وأتناول دواء لسترال، وعندما أدخن فإن القلق يزداد لدي بشكل غير طبيعي، وعندما أتركه - ولو ساعة - يعود الوضع طبيعيا، وعندما أدخن مرة أخرى أشعر بقلق، فهل التدخين يسبب القلق؟ وما هي الجرعة المناسبة للسترال؟

علما بأن وزني 94 كج، وطولي 171سم، وكثير من الناس نصحوني بجرعة 150 ملجم؛ لأن لدي زيادة في الوزن، فهل هناك علاقة بين وزن الشخص والجرعة؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشعل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن النيكوتين أحد المواد الإدمانية التعودية، وبالرغم من ادعاء البعض أن هذه المادة تؤدي إلى الاسترخاء لكن من الواضح أيضا أنها تؤدي إلى القلق والتوتر كما هو في حالتك، ومن أجمل ما قرأت أن أحد العلماء توصل إلى أن الراحة التي يجدها المدخنون -أو يعتقدون أنهم في وضع استرخائي ومزاج حسن - هي ناتجة من استنشاق الدخان، وهذا الاستنشاق هو نوع من التمارين الاسترخائية.

إذا الفائدة التي يجنيها المدخن والمتحصل عليها بشعور استرخائي ليست ناتجة من الدخان نفسه، إنما من الاستنشاق أو الشهيق الذي يقوم به ومن ثم يعقبه بالزفير، وهذا يكون أكثر عمقا من التنفس العادي.

أنت لديك تجربة واضحة أن التدخين قد سبب لك القلق أو أن هنالك رابطا ما بين ما يأتيك من قلق وبين التدخين، فلماذا لا تترك هذه التي سببت لك كل هذا الضرر؟، وهنالك أضرار أخرى حقيقة، وهي: إن لم تكن من الطيبات فماذا تكون، قال تعالى: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}، ويقول الله تعالى: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب}، فإذا هي لم تكن يوما من الأيام ولن تكن من الطيبات أو من الحلال، ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، ويقول الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، وهذه من التهلكة والضرر الذي تلحقه بنفسك وتلحقه بالآخرين ممن حولك، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

وأعلم أن التدخين يشعر البعض بالقلق والتوتر والعصبية، ولا شك أن انسحاب النكوتين أيضا يؤدي إلى الشعور بالقلق؛ لذا يكون بعض الناس شرها في تدخينه، ويعتقد أن ذلك سوف يؤدي إلى شعور بالراحة، ولكن هذا لا يحدث فالبعض أيضا يظل قلقا ومتوترا؛ لأن هذا الأمر مرتبط أيضا بتذبذب بمستوى النكوتين في الدم، فهي حلقة مفرغة، والحمد لله أنت قد اكتشفت هذه العلاقة، وهذه يجب أن تكون انطلاقة حقيقية وحافزا أكيدا لك لأن تتخلص من التدخين.

جرعة اللسترال تعتمد على الحالة – أي التشخيص – هل هي قلق أم توتر أم اكتئاب، أم وساوس قهرية أم مخاوف اجتماعية، فكل هذه الحالات يعتبر اللسترال من الأدوية المفيدة جدا في علاجها، جرعة القلق تكون في حدود خمسين مليجراما (حبة واحدة) يوميا، أما بالنسبة للاكتئاب فتكون الجرعة من حبة إلى أربع حبات في اليوم - أي من خمسين إلى مائتي مليجراما في اليوم -.

أما بالنسبة للوساوس القهرية والرهاب الاجتماعي فالجرعة المطلوبة هي مائة إلى مائتي مليجرام يوميا.

أما بالنسبة للعلاقة ما بين الوزن والجرعة فإن هناك علاقة ما بين ما نسميه بمساحة الجسم الكلية والجرعة التي يجب أن يتناولها الإنسان، وحقيقة دائما الجرعة تحسب عن طريق المليجرام وما يقابله من وزن. فهذه العلاقة أكيدة، ونحن حينما نقول أن جرعة اللسترال هي خمسون إلى مائتي مليجرام - أي حبة واحدة إلى أربع حبات - في اليوم نعني أن هذه الجرعة مناسبة للشخص الذي وزنه سبعين إلى خمسة وسبعين كيلوجراما.

فأنت في حالتك وزنك أربعة وتسعون كيلوجراما، وطولك أيضا هو طول وسطي أو فوق الوسط، وأقول لك حسب الحالة: إذا كنت لا تحس بالتحسن مع الجرعة التي تتناولها الآن فلا مانع أن تتناول جرعة مائة وخمسين مليجراما في اليوم، فهي جرعة سليمة وصحيحة، وكما ذكرت لك: حتى مائتي مليجرام في اليوم تعتبر أيضا جرعة طبية لم تخرج عن نطاق السلامة الذي يجب أن نلتزم به حين نتناول هذه الأدوية.

هناك دواء يعرف تجاريا باسم (ويلبوترين wellbutrin) ويسمى علميا باسم (ببربيون bupropion)، هذا الدواء من الأدوية المضادة للاكتئاب، وقد وجد أنه يساعد كثيرا في الإقلاع عن التدخين، فالذي أنصحك به أن تذهب إلى أحد العيادات المختصة في مكافحة التدخين – وهي كثيرة ولله الحمد -، وأعتقد أن تناولك للببربيون سوف يساعدك في علاج الاكتئاب وكذلك الإقلاع عن التدخين، ولكن بالطبع لن تحتاج لتناول اللسترال في الوقت الذي تتناول فيه الببربيون.

هذا مجرد اقتراح وددت أن أذكره لك، وأود أن أضيف أيضا أن الببربيون يساعد في تنقيص الوزن أيضا، وهذه ميزة من ميزات هذا الدواء، كما أنه ليس له أي آثار جنسية سلبية، فهو لا يؤخر القذف عند الرجال ولا يؤدي أيضا إلى ضعف في الرغبة الجنسية التي قد تسببها بعض الأدوية الأخرى بدرجات متفاوتة.

يعاب على الببربيون أنه ربما يقلل من النوم نسبيا، ولذا ننصح بتناوله نهارا، وفي حالات نادرة جدا قد يؤدي إلى تنشيط البؤرات الصرعية الكامنة لدى بعض الناس، ولكن هذا نادر الحدوث ويحدث غالبا مع الجرعات الكبيرة وهي أربعمائة وخمسون إلى ستمائة وخمسين مليجراما في اليوم.

أرجو أيضا أن تكون حريصا على ممارسة الرياضة، فهي إن شاء الله تساعدك في أشياء كثيرة في الإقلاع عن التدخين وفي زوال القلق وكذلك في تخفيف الوزن، وختاما نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الروابط التالية:
- حول كيفية الإقلاع عن التدخين: (2220 - 225341 - 229548 - 241900 - 252413).
- وسائل علاج القلق سلوكيا: (261371 - 263666 - 264992 - 265121 ).

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات