السلام عليكم.
هل جلوس الزوجة مباشرة بعد القذف ونزول جزء من السائل المنوي خارج المهبل يمنع الحمل أو يقلل من فرص حدوثه إذا كان الجماع في فترة الخصوبة؟ وهل أشارت الدراسات إلى أن هذا التقليل في نسبة حدوث الحمل كبير، أم أن دخول الحيوانات المنوية على أي حال يبقي الفرصة بحدوث الحمل؟!

بارك الله في جهودكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن السائل المنوي يتألف من الحيوانات المنوية القادمة من الخصية ومن الإفرازات القادمة من الغدد الذكرية كالبروستات، ومهما كانت وضعية الجماع ومهما فعلت السيدة بعده سواء جلست أو وقفت أو أجرت الغسولات أو التشطيف؛ فهذا لايؤثر على حدوث الحمل.

فالحيوانات المنوية سريعة الحركة وأسرع ما تكون حركتها عند القذف مباشرة، حيث تصعد بسرعة للأعلى وتسبح في السائل المفرز من الغدد، وهذا السائل ما هو إلا وسيلة لتتغذى منها الحيوانات المنوية وتسبح فيه باتجاه البويضة، وما يخرج من إفرازات من المرأة بعد الجماع ما هو إلا هذا السائل المغذي المرافق للحيوانات المنوية، وليست الحيوانات نفسها، فاطمئن ولا تقلق.

وما تراه زوجتك من إفرازات بعد الجماع سواء جلست مباشرة أو لم تجلس هو أمر لا أهمية له في حدوث الحمل أو التقليل من نسبته، وإن وجدت بعض الحيوانات المنوية في هذه الإفرازات فهي الحيوانات التي لم تستطع الصعود للأعلى بسبب ضعف حركتها، فتبقى عالقة في هذه الإفرازات، وهذا أمر طبيعي يحدث عند جميع النساء ولا يؤثر على نسبة حدوث الحمل.

ولذلك فإن من حكمة الله عز وجل أن يتم قذف الملايين من الحيوانات المنوية في كل جماع، ولكن واحدة فقط تستطيع إلقاح البويضة من ضمن هذه الملايين.

والخلاصة أن جلوس الزوجة أو حركتها بعد العلاقة الزوجية لا يقلل من فرص الحمل ولا يؤثر في شيء، وهذا من قدرة الله عز وجل وحكمته سبحانه وتعالى.

والله الموفق.