الاحتلام طبيعة بشرية ووجوب التوبة من ممارسة العادة السرية

0 487

السؤال

السلام عليكم

أنا سأذهب إلى العمرة إن شاء الله مع المدرسة بعد أسبوع، وسوف أتوب من العادة السرية، ولن أقربها أبدا، ولكن عندي شيئان:

1- أني أحتلم كثيرا، وأخاف أن أحتلم في الباص، أي: في السفر وفي الفندق، وتنكشف فضيحتي أمام زملائي، فماذا أفعل؟ هل أرقي نفسي على العضو أم ماذا؟ وهل هناك دواء يمنع الاحتلام؟

2- أريد أن أتوب توبة خالصة، ولكن أحس أن هناك شيئا في قلبي وفي صدري، إحساس أني سأرجع في وقت قريب، وأنه لا يمكنني أن أترك هذه العادة، وأنني ليس لدي عزيمة وقوة الإرادة، وسأرجع مرة أخرى إلى العادة الخبيثة، وحقا أرجع. كيف أخلص التوبة إلى الله؟ وكيف أقوي عزيمتي وإصراري؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الاحتلام أمر فسيولوجي طبيعي يحدث لكل الشباب، ولا يعتبر فضيحة على الإطلاق، فهل مثلا من يدخل دورة المياة لقضاء الحاجة نعتبره جاء بفضيحة؟ بالطبع لا، وكذلك الاحتلام لا نعتبره فضيحة، بل هو أمر لا حرج منه على الإطلاق. وبالتالي لا حاجة للرقية الشرعية عليه، وليس هناك رقية شرعية للتخلص من الاحتلام؛ لأنه ليس مرضا أو مسا شيطانيا، وكذلك لا توجد أدوية بخصوص منع الاحتلام، ولا ننصح بها حتى في حال وجودها.

انتهت إجابة الدكتور إبراهيم زهران أخصائي التناسلية والذكورة.
تليها إجابة الدكتور أحمد الفودعي المستشار الشرعي لإتمام الإجابة.

مما يعنيك ويدفعك إلى التوبة أن تتذكر ثمرات الذنب والمعصية، فماذا يجني الإنسان من معصيته؟ هل يجني منها إلا:

1- غضب الله عليه.

2-الحرمان من التوفيق في أمور كثيرة في الحياة.

3-الوحشة والنفرة من الصالحين ومجالسهم.

4- الحرمان من الرزق.

5- العذاب في الآخرة.

وغير هذا من المصائب والآفات الشيء الكثير، فإذا تذكرت أخي الحبيب هذه الثمرات الخبيثة للمعصية أحدث ذلك في قلبك ندما على ما صدر منك، وعزما على عدم الرجوع إليها، وهذه هي التوبة.

وأنا أوصيك بالمبادرة بالتوبة، وعدم الإمهال والتسويف فيها، فإن الواحد منا لا يدري متى يفجأه الموت، وإذا جاءت سكرات الموت ربما قال الشخص: (( رب ارجعون * لعلي أعمل صالحا فيما تركت ))[المؤمنون:99-100]. فيقال له: (( كلا ))[المؤمنون:100]. فبادر حفظك الله إلى التوبة.

وإننا نلتمس فيك الخير والحرص عليه، ولعل الله يريد لك التوفيق، فما دامت نفسك تحدثك بالتوبة فسارع وبادر، واحذر أن يصدك عنها الشيطان بحجة أنك ستعود إلى الذنب، فهذه مكيدة شيطانية، احذرها واستعذ بالله منها، واعزم في قلبك أنك لن تعود. فإذا فعلت هذا فإن لله تعالى سيتولى عونك وتوفيقك، فأحسن بالله تعالى الظن، وخذ بالأسباب التي تبعدك عن المعصية، مثل مجالسة الصالحين، وشغل النفس بما ينفع، ونحو ذلك من الوسائل.

وإذا قدر عليك أن وقعت في الذنب مرة أخرى فعليك أن تجدد له توبة، وسيغفر الله لك ما دمت تتوب، وكلما أذنبت تب توبة صادقة، أي: تندم فيها على ما فات، وتترك الذنب في الحال، وتعزم على أن لا تعود إليه مرة أخرى. فـ(التائب من الذنب كمن لا ذنب له). كما نطق بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم.

وفقنا الله وإياك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات