السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأتيني حالة دوار شبيهة بمقدمات الإغماء، وتستمر من ثانية إلى خمس ثوان ثم تختفي، وذلك منذ خمسة أشهر، وأحيانا تأتي عند بذل مجهود بالرياضة، ويعقبها حالة من فقد الذاكرة لنفس المدة، إضافة إلى أنني أشعر بشيء مزعج بالجهة اليسرى من رأسي منذ شهرين تقريبا، وكأنه ألم بعصب خارجي، لكن ليس بألم قوي ولكنه مزعج أستطيع النوم وهو موجود.
قد ذهبت لطبيب مخ وأعصاب بخصوص هذا الألم فقال: لا يوجد شيء، لكن ربما أصابه هواء بارد، وأشعر أنني أشد نفسي في الانتباه وبالنظر وأشعر بقلة التركيز، وعدم الراحة بالنوم.
علما بأني في الفترة الأخيرة - منذ أربعة أشهر - أصبحت أجلس على الكمبيوتر لفترات طويلة، وصرت كثير التفكير.
شكرا لما تبذلونه من مجهود يستحق التقدير والشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك أسباب كثيرة ومتعددة للدوخة، وسأذكرها لك حتى نحاول أن نجد سبب الدوخة عندك؛ لأن الطبيب المشرف وبعد الفحص الطبي والأشعة يستطيع في معظم الأحيان تشخيص سبب الدوخة في الأسباب التي سأذكرها:
1- داء منيير: (Menniere syndrome) وهذا المرض يتعلق بالسوائل في الأذن الداخلية المسئولة عن التوازن في الجسم، وأعراضه تشمل الطنين - أصوات داخل الأذن - وانسداد الأذن، ونقص السمع، وهجمات حادة من الدوار مترافقة مع غثيان وقيء، وتعالج هذه الحالة بتغير الحمية والأدوية، وأحيانا العلاج الجراحي.
الدوخة في هذا المرض تحصل بشكل هجمات من الدوخة تأتي وتروح وتظهر فجأة نتيجة حدوث خلل في القوقعة والجهاز الدهليزي، ويؤدي إلى إحساس بالدوار والطنين مع ضعف بالسمع، وتستمر الأزمة لمدة ساعات قليلة ثم تزول وتحدث هذه الأعراض على فترات متقاربة أو متباعدة، وبعد كل مرة يضعف السمع أكثر ولا تختفي الأزمات إلا بزوال السمع تماما، ويبدو أن هذا لا ينطبق على حالتك؛ لأن الدوخة تستمر لثوان عندك.
2- اضطرابات الأذن الداخلية: وتعتبر هي المسئولة عن نسبة لا بأس بها من أسباب الدوخة، مثل: الالتهاب الفيروسي لعصب الاتزان: يكون الدوار شديدا أو حادا لا يمكن المريض من الجلوس أو الوقوف، وتتحسن الأعراض الشديدة خلال 48 إلى 72 ساعة، ويميز هذا الدوار أنه يستمر لعدة أيام متصلة ولا يصاحبه ضعف بالسمع وهذا لا ينطبق عليك.
3- التهاب العصب الدهليزي: ويحدث بسبب التهاب الخلايا العصبية في قسم التوازن في الأذن الداخلية، والعرض الرئيسي هو دوار مفاجئ يستمر لعدة أيام وأحيانا لفترة أطول.
أما إذا كانت الدوخة تأتي من الجلوس السريع أو الوقوف السريع من وضعية النوم أو الاستلقاء فعندها يجب أخذ قياس الضغط في كل الوضعيات (الاستلقاء والجلوس والوقوف) لمعرفة إذا كان هناك انخفاض في الضغط يسبب هذه الدوخة.
4- وجود ورم صغير في العصب السمعي: ويسمى (Acoustic neuroma) ويسبب دوخة مع اضطراب في التوازن ونقص في السمع ويظهر هذا الورم في العصب السمعي بعمل صورة بالرنين المغناطيسي للرأس مع التركيز على العصب السمعي.
إن كانت الدوخة تحصل بعد تسارع في القلب فإن تسارع القلب قد يكون السبب في ذلك، وقد يقع سبب الدوار خارج الأذن الداخلية بسبب أي مرض عام يؤثر على تدفق الدم إلى المخ أو الأذن الداخلية، مثل حدوث خلل في ضغط الدم انخفاضا أو ارتفاعا، وفي حالة انخفاض ضغط الدم يتم الشعور بالدوار عند الوقوف فجأة بعد طول الجلوس أو بعد السجود، وكذلك يؤدي فقر الدم الشديد واختلال منسوب السكر بالدم إلى حدوث الدوار.
إذا كان هناك إصابة سابقة بحادث سيارة أو رضوض على الرأس والرقبة فقد تسبب أيضا دوارا ودوخة مستمرة.
5- دوار الوضعية السليم (Benign positional vertigo): وهي حالة تحدث بسبب اضطراب للوحدات الحسية في قسم التوازن في الأذن الداخلية، والأعراض تشمل إحساسا بالتأرجح أو خفة الرأس، ويحدث بتغيير وضعية الجسم، ويستمر لمدة ثوان محدودة ولا يصاحبه ضعف بالسمع، ومتى غيرت الوضعية فإن الدوخة تتحسن، وقد يكون هذا أكثر ما يطابق حالتك.
في بعض الأحيان قد لا نستطيع معرفة السبب في البداية وبعد فترة من المتابعة تستبين الأعراض أكثر وأكثر ويمكن معرفة السبب.
لذا أرى إن لم تكون قد أجريت صورة للرأس فإنه يمكن أن تجرى صورة للرأس بالطنين المغناطيسي وكذلك من المهم حتى ولو لم نعرف سبب الدوخة عندك أن تستمر بالمتابعة مع الطبيب المعالج وهو طبيب الأعصاب أو طبيب الأذن، والاستمرار بالأدوية إن كان قد كتب لك الطبيب الأدوية للدوخة.
والله الموفق.