السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني لي قرابة سنتين مع زوجتي وأنا أحبها، لكن هناك ما يفسد الود بيننا، وهو أن زوجتي ترى دائما أنها هي الصح وما تعمله هو الصح وغيره خطأ، وكل ما قلت لها: هذا خطأ قد تجاملني ولكن لا تعمل به، ومع ذلك أقول لها عند حدوث الخطأ: ألم أقل لك؟ فتقول - نعم صحيح - ولكن لا تتغير أو تبحث عن عذر وسبب وتخرج غير مخطئة.
الزوجة طبعها الهدوء في العمل، لا تهتم بالأعمال -يعني تتركها وتجمعها- فما الحل؟
وفقكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خميس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فحياك الله في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية بين آباء لك وإخوان.
ونهنئك أولا بما حباك الله تعالى من مودة ومحبة بينك وبين زوجتك، فهذه من النعم العظيمة التي ينبغي أن نكثر من شكره سبحانه عليها فإذا شكرناه زادنا فإن الشكر صيد المفقود وقيد الموجود.
ونحن تتذكر دائما وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء ووصفه لهن، فقد قال: (استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء) رواه البخاري.
وهذا تذكير من النبي صلى الله عليه وسلم بطبيعة المرأة التي خلقها الله - عز وجل - عليها؛ فإنها خلقت من ضلع أعوج، أي من ضلع آدم، فلا يستنكر بعد ذلك اعوجاجها.
وفيه الإشارة أيضا إلى أنها لا تقبل التقويم في أمور كثيرة، كما أن الضلع لا يقبل التقويم.
ولهذا نوصيك أن لا تجعل بعض ما ترى من زوجتك من مخالفة لك سببا لنقص حبك لها أو لوجود البغضاء بينكما.
وعلاج هذا أن تذكر نفسك دائما بالمحاسن والإيجابيات الكثيرة والكثيرة جدا التي تتمتع بها زوجتك ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك – أي لا يبغض – مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر) رواه مسلم.
ومن محاسن زوجتك أنها تجاملك ولو ظاهرا فتقر بأن الأمر المعين خطأ وإن كانت غير مقتنعة بذلك.
وما تراه أنت صوابا ويحتاج إلى عمل فحاول إقناعها بلطف وتجنب أسلوب الأمر والنهي، بل خذها بالحوار بالحسنى وبين نتائج ما تراه صوابا، وإن أهملت بعض الأعمال فحاول أن تبدأ أنت بذلك فإذا رأتك بدأت به فإنه سيحملها الحياء على القيام به.
وفقنا الله وإياك لكل خير.