الأغذية المفيدة والأوقات المناسبة لتحقيق التفوق الدراسي

0 527

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب أزهري متوجه - بفضل الله وحمده - للصف الثالث الثانوي، وهذا هو الفيصل المبني عليها حياة الإنسان فيما بعد، وهذا الموضوع يشغل بالي، فوجدت من خلال تصفحي الموقع أنكم من الذين يهتمون بمشاكل الشباب اهتماما واعيا، غيرة عليهم، وحبا في نهضتهم وعلوهم، رأيت أن أسألكم وأستشيركم في الآتي:

1- الأغذية المناسبة في مثل هذا العام.
2- وقت ممارسة الرياضة.
3- وقت المذاكرة المناسبة ومتى يكون المخ نشيطا.

وأود أن أشكركم على جهدكم هذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نشكرك على ثقتك في إسلام ويب، ونرحب بك في موقعك هذا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وندعوك للاستفادة من أوقاتك في هذه المؤسسة التعليمية المرموقة والمعروفة، ونسأل الله أن يسدد خطاك، وأن يجعلك من الناجحين والمتميزين.

والأسئلة التي طرحتها هي أسئلة جيدة وأسئلة هامة، ونحن نرى أن إجابتها يمكن أن تكون نمطا لحياة أي شاب أو أي إنسان بصفة متواصلة، وليس من الضروري فقط أن نجعلها مرتبطة بالأوقات والمراحل المفصلية في حياتنا.

أنت ذكرت أنك الآن في الصف الثالث وهذا يتطلب منك الكثير من الجد والاجتهاد، ونحمد فيك استشعارك لأهمية هذا الموقف، ولا شك أننا نشد من أزرك ونسأل الله أن يوفقك، ونقول لك أن حياة الإنسان كلها هامة، ومن الجميل قطعا أن تضاعف من جهدك في مثل هذه السنوات الهامة، ونذكرك أن حياة المسلم كلها يجب أن تكون مستثمرة وأن الواجبات أكثر من الأوقات، وأنت في هذا العمر الخصب والعمر الطيب لديك فرصة طيبة أن تزود نفسك من المعارف والعلوم، علوم الدنيا وعلوم الدين، وإن شاء الله يعلو شأنك بالمعرفة.

بالنسبة للأغذية المناسبة في مثل هذا العام فالنظام يجب أن يكون نمطا لحياة الإنسان عامة، والأغذية المطلوبة في هذه المرحلة وفي المراحل الأخرى هي أولا أن يكون الغذاء متوازنا، ونعني بالغذاء المتوازن هو الذي يحتوي على المكونات الرئيسية للغذاء الصحي والصحيح، والمكونات الرئيسية هي البروتينات والتي قطعا توجد في اللحوم بجميع أنواعها الحمراء والبيضاء والأسماك وكذلك في البقوليات، وكذلك أن تحتوي قطعا على شيء من النشويات والسكريات، وهي توجد في الأرز والخبز، وكذلك من المهم أن تتناول كميات بسيطة من الدهنيات والتي توجد في اللحوم أيضا.

من المهم أن تحتوي الأغذية على الفيتامينات والأملاح الضرورية، وهذه موجودة في المكونات الغذائية المختلفة، ولابد أيضا من التركيز على الخضار والفاكهة.

إذن تناول وجبات متوازنة، يجب أن تأكل وجبة الإفطار والغداء والعشاء بكميات معقولة، وتسترشد بالدرس النبوي العظيم وهو: (أن تجعل ثلثا لنفسك، وثلثا لطعامك، وثلثا لشرابك)، هذا في نظرنا هو أفضل نظام يمكن للإنسان أن يتبعه، ومن الضروري أن تتناول وجبة العشاء بعض الشيء؛ لأن هذه تعطي النوم الصحيح.

وأنصحك أن لا تلجأ لما يسمى بمشروبات الطاقة وما يذكر من أطعمة يقال إنها تزيد من قوة الإنسان وفعاليته، هذه مشكوك في فائدتها الصحية، وإنما ينبغي أن تركز على الفاكهة، وعلى الخضروات، والمكونات الضرورية الأخرى.

ومن الجيد أيضا أن لا تكثر من شرب الشاي والقهوة، ولكن تناولها في حدود الوسطية؛ لأن الشاي والقهوة أيضا تحسن من تركيز الإنسان إذا كانت بدرجة معقولة.

وبالنسبة الفيتامينات بعض الناس يوصي بها بأن يتناول الإنسان فيتامين – وهو موجود في الصيدليات – ولكني حقيقة لا أؤيد هذا كثيرا ما دام الإنسان يتناول غذاء متوازنا، وهذا هو الضروري جدا.

بالنسبة لممارسة الرياضة، فالرياضة لا شك أنها تساعد كثيرا في تنظيم الصحة النفسية والجسدية للإنسان، وفوائدها الآن مثبتة وهي عديدة جدا.

الوقت المناسب لممارسة الرياضة هو أن لا تمارس الرياضة في وقت متأخر في المساء، بمعنى أقصى وقت يمكن أن تمارس فيه الرياضة هي الفترة ما بين صلاة المغرب والعشاء، ويحبذ أن تكون قبل ذلك؛ لأن ممارسة الرياضة في وقت متأخر من الليل قد يؤدي إلى صعوبة في النوم، ومن الناحية الصحية قد لا يكون أمرا جيدا، لا نقول إن هنالك خطورة أو إن هذه الأوقات ممنوعة، ولكن أقول لك إن أوقات الصباح هي الأفضل، وإن كان هناك صعوبة؛ لأن الإنسان يكون مشغولا في هذا الوقت، أعرف أن البعض يمارس الرياضة بعد صلاة الفجر، وهذا في نظري من أفضل الأوقات.

عموما حاول أن تثبت وقتا إذا كان في العصر قبل المغرب أو في الصباح، هذه هي الأوقات الجيدة، وممارسة الرياضة يجب أن لا تقل عن ثلاث مرات في الأسبوع، وإذا تمكنت أن تمارسها يوميا فهذا شيء جيد، والفترة المطلوبة هي خمسة وأربعون دقيقة إلى ساعة على الأقل يوميا.

بالنسبة لأوقات المذاكرة: فهي تعتمد على قدرة الإنسان في إدارة الوقت، وإدارة الوقت أصبحت الآن من الفنون ومن المتطلبات الضرورية جدا ليستطيع الإنسان أن ينجز وأن ينجح وأن يستثمر طاقاته بصورة صحيحة، فأرجو أن تجعل لنفسك خارطة ذهنية تدير من خلالها وقتك بصورة صحيحة، ومن حقك أن تخصص وقتا للراحة، وقتا للترويح عن النفس بما هو مشروع، ووقتا للمذاكرة، ووقتا للعبادة، ووقتا للتواصل الاجتماعي، ووقتا للدراسة، وهكذا... عموما يجب أن يكون هنالك إطار واضح أمامك.

وقت المذاكرة لا شك أن أوقات الصباح يكون مخ الإنسان واستيعابه أكثر هدوءا وتقبلا للمعلومة، المعلومة يعرف أنها تسير من خلال مسارات معينة، يتم استقبالها بواسطة الحواس، ومن ثم تسير إلى مراكز معينة في المخ، ودرجة انتباه الإنسان وفعالية حواسه هي التي تحدد وضوح المعلومة بالنسبة لمراكز المخ التي تقوم باستقبالها، ومن ثم يكون هنالك تخزين وتشفير لهذه المعلومات حتى يستفاد منها عندما تكون هنالك حاجة لاسترجاعها.

والأوقات الجيدة كما ذكرت لك أوقات الصباح، فالصباح وقت للاستيعاب، وقت أن يكون المخ والجسد والنفس والوجدان في حالة هدوء ويقظة وعدم تشتت، وأنا يمكن أن أقول إن ساعة أو نصف ساعة للمذاكرة صباحا ربما تعادل في فائدتها مرتين إلى ثلاث مرات فيما خلافها من الأوقات.

والأوقات أيضا بعد المغرب أعتقد أنها أوقات جيدة، ويمكن أن يكون استيعاب الإنسان فيها جيدا، خاصة إذا أخذ قسطا من الراحة بعد اليوم الدراسي، الاستيعاب أيضا بعد ممارسة الرياضة يكون جيدا، تناول شيئا من الشاي والقهوة أيضا يهيئ الإنسان لأن يكون أكثر استعدادا وتقبلا لاستدراك المعلومات.

والأطر العامة هي أن لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، هناك طرق كثيرة للمذاكرة، هناك من يحتاج لأن يقرأ بصوت عال حتى يحسن من استيعابه، وهنالك من يلجأ إلى الكتابة، ويعرف أن الإنسان له ذاكرة سمعية وذاكرة بصرية وذاكرة حسية، وكل إنسان يعرف مستوى مقدراته، والبعض أيضا يستفيد كثيرا من القراءة والمذاكرة مع الآخرين في أوقات معينة، وهكذا، نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك كثيرا على ثقتك في إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات