السؤال
والدتي تبلغ من العمر (55) عاما تقريبا، وانقطعت عنها الدورة الشهرية منذ 3 سنوات، ومنذ سنتين تقريبا ظهر لها كيسة دهن في منطقة الإبط، وقال لها الطبيب: إنه لا تأثير لها، ولا تستطيع إزالتها لأنها على عروق، ومنذ أسبوعين تقريبا أو أكثر تغير مكانها وأصبحت بجانب الثدي من أعلى إلى الإبط، وهي كبيرة وطرية، وراودتني مخاوف كثيرة من هذا الشيء، فهل كيس الدهن يتغير مكانه ويكبر مع الوقت؟
أرجوا الإفادة لأنني جدا قلقة على صحة والدتي، وجزاكم الله عنا كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ بنت العفاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقبل كل شيء أود أن أطمئنك بأن ما تشتكي منه والدتك هو على الأرجح سليم وهو كيسة، وذلك اعتمادا على تشخيص طبيب فاحص، ولكن أريد أن أضيف التعليقات التالية:
- إن أي انتفاخ -سواء أكان في الإبط أو بجانب الثدي أو بداخل الثدي أو في أي موضع آخر- ينبغي أن يعامل بحرص وحذر، وأن يبقى تحت المراقبة، وأن يتم التداخل التشخيصي أو العلاجي، خاصة إن أبدى تغيرات في الحجم أو التوضع أو في الأعراض كالألم.
- وأما كون هذه الكيسة على عروق فلا يعني استحالة الوصول إليها، فلربما جراح الجلدية لا يستطيع إجراءها فيستعين بطبيب جراحة التجميل، فإن تعذر الأمر استعانا بطبيب الجراحة العامة، حيث إنه لكل مشكلة حل، كما أن هناك جراح أوعية دموية مهنته جراحة العروق، وأظن أنه لن يعجزه -بعون الله- ورم أو كيسة صغيرة بجانب العروق.
- إن الفحص السريري قد يوحي ولكنه لا يؤكد التشخيص، وإن الموجودات السريرية قد ترجح هذا التشخيص أو ذاك، ولكنها ليست يقينية، خاصة حالة الشك بوجود شيء غير سليم.
- إن الكيسة الدهنية غالبا تبقى مكانها، ولكن قد يتبدل مكانها بحدود صغيرة حسب كثافة الدهن الذي تحتها وتغيره والنحول أو البدانة الحادثة مع الزمن، وما إلى هنالك من تغيرات موضعية.
- إن الكيسة قد تكبر مع الزمن، خاصة إن أصابها التهاب أو تقيح، وهي قد تصبح أكبر بشكل بطيء مع الزمن، ولكنها إن أصبحت مؤلمة بسبب التقيح فالعلاج بالمضادات الحيوية يكفي لتحسينها، وإن الألم المستمر له دلالة غير جيدة، كما أن النمو السريع المصاحب بألم له دلالة غير جيدة أيضا.
- إن الكيسة المذكورة في السؤال أو الورم المشبوه بظنكم يمكن التداخل عليه بإجراءات تشخيصية غير جراحية، مثل التصوير بالأمواج الصوتية أو بالتصوير الطبقي المحوري، أو بأخذ عينة (بالإبرة بتوجيه من الأشعة) أو بأخذ عينة مباشرة، أو غير ذلك مما يقترحه الطبيب الخبير الفاحص المعاين.
- لا داعي يا أختي للقلق، ولكن يفضل زيارة الطبيب الأخصائي لإجراء الفحص السريري وإتمام الإجراءات التشخيصية، والوصول إلى الاطمئنان من خلال توثيق التشخيص وعدم توقعه، والتخلص من الشعور بالقلق الذي قد يكون له مكان ومبرر إن لم يتم ذلك التشخيص اليقيني.
ونسأل الله الشفاء العاجل لوالدتك، وبالله التوفيق.