السؤال
أعمل في شركة كبيرة، ولكن كثيرا من زملائي لا يصلون، وأولهم رئيسي المباشر، وأغلبية الزملاء ماديون ولا يهمهم إلا المصلحة، وأتمنى أن أعمل مع أناس يتقون الله، فكيف أحقق هذه الأمنية؟
أعمل في شركة كبيرة، ولكن كثيرا من زملائي لا يصلون، وأولهم رئيسي المباشر، وأغلبية الزملاء ماديون ولا يهمهم إلا المصلحة، وأتمنى أن أعمل مع أناس يتقون الله، فكيف أحقق هذه الأمنية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Karim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن وجودك في هذه الشركة واجتهادك في النصح والدعوة أعظم وأفضل، خاصة مع وجود من يصلي وإن كانوا أقلية، وأرجو أن تكونوا قدوة للآخرين، ولن يحصل ذلك إلا إذا ظهر منكم حسن التعامل وحسن الخلق واللطف مع العصاة.
وأرجو أن تكون البداية بمن تتوسمون فيه الخير، وأظهروا له جوانب تميزه واشكروه عليها، ثم قولوا له في لطف: ما أحوج هذه الخصال الطيبة إلى أن تتوج بتاج المواظبة على الصلاة.
ونحن يهمنا جدا أن يثبت الشباب المسلم المصلي قدراته وكفاءته، وفي الحقيقة نحن سعداء بهذه الروح التي دفعتك للكتابة، وبذلك الحرص الذي جعلك تفكر في الانتقال إلى شركة فيها أتقياء، ونحن لا نؤيد فكرة الانتقال إلا إذا تيقنت بأنك سوف تتضرر في دينك في حال البقاء مع زملاء غير حريصين على صلاتهم ودينهم.
ولا شك أن شهر الصيام فرصة للتصحيح والتذكر، وسوف يظهر لك حرص كثير من الشباب على الصيام، عندها ينبغي أن تذكرهم بأن الصلاة هي الركن الأساسي بعد الشهادتين، وإذا أحسن الأخيار استثمار شهر الصيام حصل الخير الكثير؛ وذلك لأن النفوس تكون مهيأة لقبول النصح والشياطين مقيدة، فاغتنم شهر الصيام في الدعوة إلى الله، وليكن ذلك بلطف وابتسامة، وإذا كان هناك من يستطيع أن ينصح المدير من كبار السن وكبار الموظفين؛ فإن دورك سوف يكون في دعوة ذلك الموظف لنصح الإخوان الكبار في سنهم أو في وظائفهم، واحرص على أن تخلص في كل ذلك، واجتهد في الدعاء لهم قبل دعوتهم وبعدها، واعلم أن الدعوة إلى الله في أرفع مقامات الدين، ولا عجب فهي مهمة ووظيفة المرسلين.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك للخير، وكل عام وأنت بخير.
وبالله التوفيق والسداد.