السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجتي كثيرة التبذير، وبسبب ذلك اضطررت إلى السفر للعمل، فماذا أفعل؟
ساعدوني وشكرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجتي كثيرة التبذير، وبسبب ذلك اضطررت إلى السفر للعمل، فماذا أفعل؟
ساعدوني وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يجزيك خيرا لتحملك عناء السفر ومشقة الاغتراب عن الأهل في سبيل إعفاف نفسك وأهلك، وأنت إن احتسبت أجرك وتحريت الرزق الحلال فإنك على باب عظيم من أبواب الخير، فلا تحزن ولا تهتم ما دمت تؤجر على كسبك وعلى إنفاقك.
وأما ما شكوت منه من تبذير زوجتك فإننا نحب أن نلفت انتباهك إلى أن المرأة بطبيعتها قد ترى بعض النفقات ضرورية بينما يراها الرجل أمورا ثانوية لا تستحق أن تصرف فيها الأموال؛ ولذا يتعين التوسط والاعتدال في هذا الباب، وتعامل المرأة على أنها امرأة فتلبي لها حاجاتها دون تقتير أو إسراف.
وأما إذا كانت زوجتك تنفق نفقات غير معتادة لمثيلاتها من النساء فهنا ينبغي أن تحاول معالجة هذه المشكلة باتباع ما يلي:
أولا: حاول تأجيل بعض طلباتها دون إظهار رفض صريح، بل أوهمها أنك مهتم بتلك الطلبات وسارع في تحصيلها، حتى تتعود فقد بعض الطلبات التي لا حاجة لها بها.
ثانيا: حاول أن تشركها معك في التفكير بحاجات الأسرة المستقبلية وحاجات الأبناء؛ لتبدأ بالتفكير معك في كيفية علاج هذه المشكلات وستعرف حينها أهمية الادخار.
ثالثا: تدارس معها عناء الغربة ومفارقتك لها وللأولاد وأثر ذلك عليك وعلى الأسرة، وحاول أن تستخرج منها حلا لهذه المشكلة وستهتدي هي -إن شاء الله- إلى المطلوب وأنه لا بد من تغيير نمط الحياة.
رابعا: حاول أن تربطها بعلاقات بالأسرة التي تعرف بحسن التدبير لا سيما من الأقارب، وصرفها بطريقة غير مباشرة عن مجالسة الأسر ذات المستوى الاقتصادي الأرفع منكم بقدر الاستطاعة.
خامسا: ينبغي لك ألا تخبرها بكل ما يقع في يدك من الرزق لاسيما إذا رأيت منها عدم المبالاة بمعاناتك.
سادسا: إذا كانت زوجتك مصرة على هذا الطبع فينبغي لك أن ترشدها إلى الصدقة والإحسان إلى الناس؛ فإن العلماء يقولون: لا خير في الإسراف ولا إسراف في الخير.
والخلاصة أنه لا يلزمك شرعا لزوجتك إلا تحقيق كفايتها بالمعروف الذي يتعارف عليه من هم مثلكم من الناس، لكن حاول أن تتجنب الرفض الصريح لما تطلبه منك بما سبق أن ذكرناه، يسر الله أمرك، وأخلف عليك نفقاتك، وفتح لك أبواب الرزق، ورزقكم من حيث لا تحتسبون.
وبالله التوفيق.