السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا: أبدأ بالشكر الجزيل لكل القائمين على هذه الشبكة الرائعة، وجزيتم عنا من الله خير الجزاء.
أنا قد تقدمت من فترة باستشارة كنت حائرة فيها، وأعاني من مشكلة في التعليم، وكانت الاستشارة بعنوان: (بين الدراسة وحفظ كتاب الله ... فتاة حائرة).
أحب أن أنوه أنني وبفضل من الله وبعد إرشادات الشيخ الكريم قد فتح الله علي وأصبحت من المتفوقات في المعهد، وأستطيع أن أقول إنني أنال المرتبة الأولي، ولله الحمد، وما كان النقاب ليعيقني.
أما الآن: فالحمد لله، من الله علي أن خطبت لرجل أحسبه على خير إن شاء الله، وقد قمنا بنظرة شرعية مرتين، وليست بيننا الآن أية اتصالات، والمشكلة أنني أصبحت أفكر فيه كثيرا.
وأخاف أن يفسد هذا علي التزامي، ونحن على أبواب رمضان، وعقد القران لن يتم قبل السنة أو السنة والنصف، إلى أن أتم دراستي، وطوال هذه الفترة لن تكون بيننا أية اتصالات، وتفكيري به يزداد يوما بعد يوم، ولا أخفي سرا أن قلبي بدأ يميل إليه، فهل ما يحدث معي طبيعي، بحكم أنه خاطبي أم أنه سيوقعني في المحظور؟ وإن كان هذا الشيء حراما فكيف يمكنني أن أتخلص من هذه الأفكار، وألهي نفسي عنها؟
لأن الموضوع أصبح يضايقني، لأنني أعلم أنه أجنبي عني، وأخاف أن ما يحدث معي يدخل في عدم غض البصر.
أفيدوني جزاكم الله عني كل خير، بارك الله لكم في علمكم ونفع بكم الأمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الإيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبا بك أيتها البنت الكريمة في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية.
وكم فرحنا بهذه البشارة العظيمة وهي تفوقك في دراستك مع التزامك بحجابك، فأفرحك الله كما أفرحتنا ونسأل الله تعالى لك المزيد.
ونذكرك أيها الكريمة بفضل الله تعالى عليك وعاجل ثوابه لك أن ساق إليك رجلا صالحا لبخطبك فاشكري الله تعالى على نعمه، وداومي على طاعته وذكره وسترين من ذلك المزيد والمزيد.
أما عن تعلق قلبك بهذا الرجل وحبك له فليس عليك فيه إثم لأن الحب من عمل القلب وقد لا يقدر الإنسان على صرفه عن نفسه وهو حب لم ينشأ عن معصية فالنظر الذي قمت به نظر مرخص فيه.
لكننا مع هذا نوصيك أيتها البنت الكريمة ونأمل أن تأخذي وصيتنا مأخذ الجد والتطبيق ونوصيك بأن تشغلي نفسك فيما ينفعك وتصرفي فكرك عن تذكر هذا الرجل وتذكر صفاته فإن هذا مع كونه لا ينفعك في شيء فإنه يشغل قلبك عن الاشتغال بما هو أنفع لك في الدنيا والآخرة، فإن القلب إذا شغل بحب الله تعالى وذكره امتلأت حياة الإنسان سعادة وطمأنينة وتوجه إلى ما ينفعه في دينه ودنياه.
أما اشتغال القلب بغير ذلك فنخشى أن يستغله الشيطان ليشغلك به عن التقدم فيما أنت فيه من الخير والإحسان.
كما أن الموقف الصحيح أن لا تبالغي في التعلق بهذا الرجل وإن كنت تتوقعين أن يكون زوجا لك في المستقبل فإن الإنسان لا يدري ما في الغد.
فنصيحتنا أن تقبلي على شؤونك ودراستك، وتكثري من اللجوء إلى الله تعالى بالاستغفار وكثرة الدعاء بأن يقدر لك الخير وييسر لك الأمر وستجدين أثر ذلك في سائر حياتك.
فأشغلي نفسك بكثرة المدارسة والمطالعة وتجنبي الخلوة بقدر الاستطاعة، واصحبي الصالحات، واملئي وقتك بالنافع والمفيد من أمور الدنيا والدين.
وفقك الله لكل خير ويسر أمرك وقدر لك الخير حيث كان.
وبالله التوفيق والسداد.