السؤال
هل الزواج قدر؟ وماذا أفعل حينما يكبر سني ويصيبني شعور بالإحباط ويزداد هذا الشعور عندما لا أجد وظيفة إلا بصعوبة جدا جدا؟
وأنا أيضا انطوائية، لا أعلم ماذا أفعل وليس بيدي شيء فأنا لا أريد أي زوج وإنما أريد من أشعر نحوه بالرضا والقبول.
هل الزواج قدر؟ وماذا أفعل حينما يكبر سني ويصيبني شعور بالإحباط ويزداد هذا الشعور عندما لا أجد وظيفة إلا بصعوبة جدا جدا؟
وأنا أيضا انطوائية، لا أعلم ماذا أفعل وليس بيدي شيء فأنا لا أريد أي زوج وإنما أريد من أشعر نحوه بالرضا والقبول.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك - أيتها الأخت الفاضلة - في موقعك استشارات إسلام ويب، وستجدين منا - إن شاء الله تعالى – كل حرص على تقديم الرأي والنصح النافعين لك، وفي أول الأمر ينبغي أن يكون مستقرا في نفسك أن الله تعالى كتب مقادير الخلائق وما سيكون قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فكل شيء مما سيقع من الحوادث قد كتب، ومنه الزواج، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس) ومعناه: أن كل شيء قد قدره الله تعالى حتى ما يكون من الآدمي في بعض المواقف من عجز وفي بعضها من حذق وحزم.
ولكن هذا القدر غيبه الله تعالى عنا وتعبدنا بالأخذ بالأسباب، ومن ثم فإن دورنا هو أن نعمل بما نقدر عليه من الأسباب المباحة ثم نفوض الأمور إلى الله تعالى، مع يقيننا بأنه لن يكون إلا ما قدره الله تعالى، فلا نفرح ونغتر إذا أصابنا الخير لأنه ليس من إنتاجنا ولكنه من فضل الله تعالى الذي قدره لنا، كما لا نحزن ونيأس إذا أصابنا المكروه؛ لأن الله تعالى قدره علينا وهو أعلم بما يصلحنا، وقد بين الله تعالى هاتين الحكمتين من وراء القدر فقال: ((ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم))[الحديد:22-23].
فالمؤمن حين يؤمن بقضاء الله وقدره يعيش حياة مطمئنة آمنة، قد فوض أموره كلها إلى الله تعالى، وأيقن أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، ولذلك قال الله تعالى: ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون))[التوبة:51]؛ لأنه لا يقدر أحد على تغيير هذا المكتوب إلا الله سبحانه، فلا داعي للقلق والإحباط.
وعلى المسلم أن يحسن الظن بالله تعالى، وأنه سبحانه رحيم بعبده، فهو أرحم الراحمين وخير الراحمين، كما أخبر عن نفسه، وهو أرحم بنا من أمهاتنا، كما أخبر عن ذلك نبيه صلى الله عليه وسلم ومن ثم يبقى المؤمن متفائلا ينتظر من ربه الخير والإحسان، والله تعالى يقول في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي)، فنحن نوصيك أيتها الأخت بإحسان الظن بالله تعالى وننصحك بالآتي:
1) أقبلي على الله بصدق وإخلاص، وأكثري من ذكره ودعائه أن يقدر لك الخير، وحافظي على فرائض الله تعالى، واجتنبي ما حرمه عليك، وسترين أثر هذا على حياتك سعادة وطمأنينة.
2) احرصي على مجالسة الصالحات وحضور مجالس العلم والذكر، وسماع المواعظ، وأشغلي نفسك بالنافع من أمور دينك ودنياك.
3) إذا تقدم لخطبتك من ترضين دينه وخلقه فاقبلي به، ولا بأس أن تأخذي بما أمكنك من الأسباب المباحة كأن تتعرفي على النساء الطيبات وتطلبين منهن مساعدتك في البحث عن الزوج المناسب، وأكثري من سؤال الله تعالى أن يرزقك زوجا صالحا، ولا تستعجلي الإجابة، فإن الله تعالى أعلم بالخير منك.
4) لا تهتمتي بالمستقبل البعيد وما يحمله من هموم وأتعاب، فإن الله تعالى الذي كفاك هموم هذا اليوم سيكفيك هموم غد، فاشتغلي بطاعة الله وتيقني أنه سبحانه سيجعل لك فرجا ومخرجا، وكما قال صلى الله عليه وسلم : (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا).
ويمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات حول الزواج والقدر: (271640 - 269228).
نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.