علاج التنميل الناتج عن الغضب

0 1130

السؤال

أحس بتنميل في اليد اليسرى عندما أغضب أو أتعرض إلى الضغط النفسي يدوم إلى يوم أو يومين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fethi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فلا شك أن الغضب في مجملة أمر غير محمود، والغضب يؤدي إلى التوتر الداخلي، يؤدي إلى الانفعال الشديد، يؤدي إلى انقباضات عضلية.

هنالك عضلات في جسم الإنسان أكثر عرضة للانقباضات والانشدادات في أوقات الانفعالات، منها عضلات الصدر وعضلات أسفل الظهر وعضلات البطن، هذه تكون عرضة للانشداد، وكذلك عضلات فروة الرأس خاصة المقدمة، لذا نجد كثيرا من الناس يشتكون من أعراض متمركزة حول هذه المناطق في الجسم، ونسمي هذه الأعراض بالأعراض (النفسوجسدية).

والأعراض تظهر في شكل ألم أو تنميل أو خدران أو شيء من هذا القبيل، والذي يحدث لك من تنميل في اليد اليسرى هو ناتج من هذه الانقباضات العضلية، وغالبا يكون هذا الانقباض العضلي بدأ في منطقة الصدر أو في منطقة الكتف أو الرقبة، ومن ثم أنت تحس به في اليد اليسرى.

وهنالك أهمية أخرى بالشعور بالتنميل في اليد اليسرى حيث إن أمراض القلب أو أنواع معينة من أمراض القلب في بعض الأحيان ربما تظهر في شكل ألم في الصدر.

وهذا الألم قد ينتقل إلى اليد اليسرى في شكل ألم واضح أو تنميل، ونسبة لكثرة أمراض القلب أصبح بعض الناس – لا أقول يتوهمون ولكن – تأتيهم مشاعر خوف تؤدي إلى شعور إيحائي بالتنميل أو الألم في اليد اليسرى أو الكتف أو الرقبة أو حتى الصدر، وذلك بالرغم من عدم وجود أي مرض في القلب.

هذا نشاهده كثيرا، وأقول لك: إن الذي يحدث لك هو مجرد انقباض عضلي ناتج من القلق وليس أكثر من ذلك، ولا علاقة له مطلقا بأي مرض في القلب أو الصدر أو الرئتين أو حتى أعصاب اليدين أو الرقبة.

فأرجو أن تطمئن تماما، والعلاج بالطبع هو ألا تغضب، فليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، فاجعل هذا الحديث النبوي الكريم شعارا لك، وأنصحك بأن تغير مكانك وأن تنفث ثلاث مرات على شقك الأيسر، وأن تتوضأ وأن تستغفر إذا أصبت بالغضب، هذا علاج عظيم ومفيد.

الأمر الآخر والمهم جدا وهو أن تقول لنفسك (لماذا أغضب على الآخرين؟ ليس من الضروري أبدا أن أتفاعل معهم عن طريق الغضب، لأني حين يغضب أحدهم في وجهي لن أقبل بذلك، إذن هم في نفس المستوى لن يقبلوا هذا المسلك السلبي).

وهنالك علاج آخر مهم نسميه بالتفريغ النفسي، هذا علاج بسيط، ويعني ألا يكتم الإنسان في داخله ما لا يرضيه، فكثير ما يواجه الإنسان أمورا لا ترضيه في الحياة، أو يسمع كلاما لا يستلطفه، ويشغله، ونقول نحن: إن أفضل وسيلة للتخلص من مثل هذه المشاعر هو أن يفرغ الإنسان هذه المشاعر وذلك بأن يرد في أي موقف لا يرضيه بأسلوب جيد ومهذب وحواري، ويكون منهجه الاحتساب والصبر، هذا ذو عائد نفسي كبير.

بقي أن أقول لك: إنك أيضا تحتاج لممارسة ما نسميه بتمارين الاسترخاء، وهي تمارين متعددة، وسوف أصف لك أحد أنواع هذه التمارين باختصار شديد:

(1) عليك أن تجلس في غرفة على كرسي مريح أو يمكنك أن تضطجع على السرير.

(2) أغمض عينيك وفكر في حدث سعيد حدث لك في حياتك أو استمع لشيء من القرآن الكريم بصوت خفيف.

(3) خذ نفسا عميقا وبطيئا، واملأ صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلا، ويكون هذا الشهيق عن طريق الأنف.

(4) أمسك الهواء في صدرك قليلا ثم أخرجه عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، ويجب أن يكون إخراجه أيضا ببطء شديد.

كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة ثلاثة أسابيع، ثم بعد ذلك مارسه مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم عند اللزوم إذا شعرت بأي نوع من الضيقة أو الألم.

الذي أرجوه منك أيضا أن تكون إيجابيا في تفكيرك، لا تلتفت للسلبيات، لا تجعلها تنمو في عقلك وتشغلك، وعليك أيضا بممارسة أي نوع من الرياضة – خاصة رياضة المشي أو الجري – لأن الرياضة مفيدة جدا للقضاء على مثل هذه الأعراض وإزالة القلق والتشنج الداخلي بصفة عامة.

بقي في نهاية الأمر أن أصف لك دواء بسيطا يساعدك -إن شاء الله-. الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما – أي كبسولة واحدة – صباحا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

هو دواء بسيط جدا، ويساعد كثيرا في علاج أعراض القلق، خاصة الأعراض التي نسميها بـ (النفسوجسدية) أي أن العرض هو عرض جسدي مثل التنميل مثلا ولكن منشأه نفسي.

أرجو أن نكون قد قدمنا لك ما هو مطلوب، ونشكرك مرة أخرى على التواصل مع إسلام ويب، ونقول لك: عليك بالاطمئنان فهذه حالة بسيطة جدا، ونسأل الله تعالى أن يتقبل طاعتكم في هذه الأيام الطيبة، وأن يجعلنا جميعا من عتقائه من النار.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات