السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة تم عقد قراني على شاب وكان يغلب على ظني أنه شاب ملتزم ويحافظ على الصلاة، ولكني فوجئت بأنه وإن كان يصلي لكنه يمكن أن يضيع بعض الصلوات، وهناك مشكلة أخرى تؤلمني، وهي أنه اعترف لي أنه كان يشاهد أفلاما إباحية وهو في سن صغير، وكان يمارس العادة السرية ولكنه تاب من ذلك، وحمدت الله على هذا ونسيت ما مضى، وأصبح يكلمني عن العلاقة بين الأزواج بعد عقد القران، ويحاول أن يقيم علاقة بيننا عن طريق النت أو الهاتف، لكني أخطأت في أني وافقته على ذلك، ولكني كنت مضطرة خوفا من أن يرجع لتلك الأفلام أو أي شيء يغضب الله، وهو طلب مني ذلك لأني زوجته أمام الله والناس، ومن حقه علي أن أعصمه من تلك الفتن، فوافقته خوفا عليه وحبا في أن أساعده على ترك ذلك، لكن للأسف الشديد عرفت منه أنه شاهد فيلما من تلك الأفلام الإباحية مع بعض أصدقاء السوء، حيث إنه يعمل في بلد آخر ويعيش معهم، وكان مبرره أني تركته في إحدى المرات لخلاف بيننا ولم أكلمه لفترة أسبوع، فشعر أني تركته وحده وقام بمشاهدة ذلك الفيلم.
أرجوكم أفيدوني ماذا علي أن أفعل معه؟ هل هذا مبرر لطلاقي منه؟ وهل أستمر معه؟ وكيف أساعده على التخلص من تلك الأشياء؟ أرجوكم أفيدوني حيث إنني في حيرة من أمري، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشكرا لله أيتها الأخت الفاضلة على حرصك على أن يكون زوجك رجلا صالحا، وأنت بهذا أصبت كبد الحقيقة، فإن من أهم أسباب السعادة في الحياة الزوجية صلاح الزوجين، فنسأل الله تعالى أن يصلحك وزوجك ويكتب لكما حياة سعيدة في الدنيا والآخرة، ويرزقكما صلاح الذرية.
وما ذكرته أيتها الأخت عن زوجك لا شك أنه وقوع في معاص محرمة وتهاون منه وتقصير، لكننا لا نرى الحل الأمثل هو مفارقة الزوج وطلب الطلاق منه، لا سيما وأنه قابل للتغيير.
ومن ثم فإننا ننصحك بأن تبذلي وسعك في تقوية إيمان زوجك من خلال حثه على الأعمال التي تزيد إيمانه، كمتابعته على أداء الصلاة جماعة في المسجد، وحثه على التعرف على الأصدقاء الطيبين، والتعاون بينكما على برنامج إيماني فيه سماع بعض الأشرطة والمواعظ، وحفظ آيات من القرآن الكريم، ونحو ذلك، ووسائل الاتصال اليوم -والحمد لله- معينة على هذا ميسرة له.
وننصحك بأن لا تقطعي صلتك به، ولا بأس عليكما في أن يستمتع بصوتك أو أن تحدثيه عن المعاشرة بين الأزواج فأنت زوجته، ما دام قد تم العقد الشرعي، وليس خطأ ما فعلته معه سابقا، بل هو خير تؤجرين عليه إن شاء الله تعالى إن قصدت حفظ زوجك من الوقوع في الحرام.
نسأل الله أن يوفقك وزوجك لكل خير، وبالله التوفيق.