كلما غضبت أصابتني حكة شديد في الجلد، فماذا أفعل؟

0 599

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما كان سني ثمان سنوات أصابني مرض جلدي لا أعرف اسمه، ولكن أعراضه هي حكة في أماكن مختلفة من الجلد، وبعدها يتكون عليها قشور بيضاء وتزيد في الالتهاب، ذهبت لكثير من الأطباء إلى أن وفقني الله للذهاب لطبيب كتب لي دهانا فزالت كل آثار المرض ولله الحمد.

ولكن منذ حوالي عامين تقريبا بدأت هذه الأعراض في الظهور مرة أخرى في قدمي اليمنى بكثرة واليسرى بعض الشيء، وحينما كشفت قالت لي الطبيبة إنها ضغط عصبي؛ لأن ذلك كان في فترة الامتحانات، وكتبت لي دهانات ولكن دون جدوى! وانتهت الامتحانات ولا فائدة! وكلما عصبت أصابتني حكة شديدة، وهناك أيضا حكة في جزء من العانة، وأحيانا أجد عليها قشورا مثل التي في قدمي ولكن أقل ولا أعرف ماذا أفعل؟ علما بأني عصبية نوعا ما.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amt allah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الوصف غير كاف لوضع تشخيص نهائي؛ ولذلك هناك احتمالات ويرجح منها الذي يقترحه الطبيب الفاحص المعاين والذي يفترض أنه أخصائي جلدية، وليس طبيبا عاما.
ومن باب الاحتمالات فإن هذا قد يكون التهاب جلد عصبي أو الأكزيما العصبية أو الحزاز المحصور، وكلها مسميات لمرض واحد، وإما أن تكون الصدفية.

أولا الحزاز المحصور: فسنعتمد أن التشخيص هو الأكزيما العصبية أو ما يسمى بالحزاز المحصور بناء على تشخيص الدكتورة حسب ما ورد في السؤال، وإن الأكزيما العصبية هي مرادف للحزاز المحصور، والذي يسميه البعض أيضا التهاب الجلد العصبي، أي هي تسميات لمرض واحد، وليس لهذا المرض سبب واضح فقد يكون البنية الشخصية التحسسية أو العصبية.
في الحزاز المحصور قد تصاب أي بقعة من الجسم تطولها اليد، ويكون محصورا في أغلب الأحوال، ونادرا ما يكون منتشرا، وهو حاك بشدة، ويشعر المريض برغبة جامحة للحكة، تنتهي بنزول الدم، ويرتاح بعدها المريض، وقد تصاب الساقان أو الركبتان أو العنق بشكل شائع، وعلاجها بالمراهم الكورتيزونية القوية، مثل السينالار أو البيتنوفيت أو الموميتازون أو اللوكويد.

ويمكن لمضادات الهيستامين أن تخفف الحكة، مثل الكلاريتين 10 مج أو الزيرتيك 10 مج، أو الأورياس 5 مج، أو الزيزال 5 مج، أو التلفاست 120 مج أو 180 مج، ومنها ما له تأثير مهدئ مثل الهايدروكسيزين 10 مج أو 25 مج ليلا، وأي من هذه المضادات تؤخذ مرة واحدة يوميا وعند اللزوم، كما يمكن المشاركة بين أكثر من نوع ولكن ليس في نفس الوقت.
إن العلاج مفيد ومريح، وقد يختفي المرض مع استعماله، ولكن إذا أوقفنا العلاج فليس من الضروري عودة المرض، ولكنه احتمال قائم، فكما حدث المرض أول مرة فقد يحدث مرات ومرات، خاصة مع وجود الظروف المهيئة له من بنية جسمية ونفسية وعصبية.

وإن عودة المرض بعد إيقاف العلاج لا تعني أن العلاج غير ناجح، وإن عودة المرض بعد إيقاف العلاج لا يعني أن لا نستعمل الدواء، وذلك لاحتمال عودة المرض، فمن يقول ذلك مثله كمن يقول: لا ضرورة للاستحمام وغسل العرق؛ لأننا سنتعرق في الغد، وكمن يقول: لا تقصوا أظافركم لأنها ستطول بعد قصها، وكمن يقول: كلما غسلت أسناني اتسخت من جديد بعد الأكل، فالأولى أن لا أغسلها، وكمن يقول: إياكم وتنظيف الغبار من المنازل؛ لأننا كلما نظفناها عادت الأشياء لتتغبر من جديد....وهكذا، فالمسيرة العلاجية تستمر باستمرار المرض وأسبابه.

ثانيا الصدفية: وقد أوردناها في الاستشارة رقم (239348) من ناحية الأسباب والعلاج.
ختاما إن توافق المذكور مع شكواكم فيمكنكم اعتماده، ولكن إن لم يتوافق فعندها تصبح مراجعة الطبيب الأخصائي ضرورة لسببين: أولهما: لوضع التشخيص، وثانيهما: للإشراف على العلاج، ونؤكد بأن كل ما ورد أعلاه هو للاستئناس ولا يغني عن المتابعة المخلصة مع الطبيب الأخصائي.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات