كيف أزيل مشاعر الحسد من القلب؟

0 556

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعلم مخاطر الحسد، وأنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، لكني أحيانا أشعر بالحسد في قلبي من بعض الأشخاص دون إرادة، وأستغفر الله وأستحقر نفسي على هذا الشعور، وأدعو في كل صلاة لهؤلاء الأشخاص في سجودي أن الله يوفقهم ويبارك لهم، وكلما شعرت بالحسد دعوت لهم، علما بأن هذا الشعور لا إرادي في قلبي، فماذا أفعل كي لا أشعر بالحسد؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعليك أن تعلمي أولا ما هو الحسد وما هي درجاته، فالحسد في البداية هو أن يتمنى الشخص زوال نعمة الغير، حتى ولو لم يحصل عليها، المهم أن يفقدها صاحب النعمة، فهل هذا الإحساس وهذا الشعور موجود لديك تجاه الآخرين من أصحاب النعم أم لا؟

النوع الآخر وهو الأقل منه وهو تمني زوال نعمة الغير، شريطة أن أحصل عليها أنا، أما إذا لم أحصل عليها فإنني لا أتمنى زوالها.

والتنفيس بالغبطة وهي أنك تتمنين من الله وتسألينه أن يعطيك كما أعطى أختك هذه من الخير لتقومي بالطاعات التي تقوم بها أختك هذه.
أما وجود الحسد في النفس البشرية، فالحسد أمره مذكور كما أخبر الله تبارك وتعالى: ((ومن شر حاسد إذا حسد))[الفلق:5]، ولعلك تلاحظين أن هناك حسدا في داخل النفس ولكنه لم يخرج للآخرين، كأننا نقول هناك حسد ولكنه بقي في الداخل وعولج بالتوبة والاستغفار والدعاء بالبركة لصاحب النعمة، فهذا إن شاء الله تعالى لن يكون ذلك الحسد الذي جاء به الوعيد، ولكن وحتى يبقى قلبك سليما على الناس من أصحاب النعم.

أقول لك تذكري دائما نعم الله عليك وتفكري فيها وتدبري فيها ستجدين أن الكريم سبحانه أعطاك ما لم يعط أحدا مثلك، وأن النعم والأموال والجاه ليس استحقاقا بشهادة أو علم، وإنما هو فقط تفضلا من الكريم الرحيم، وما المال وما هذه الدنيا إلا دار يبتلى فيها المؤمن ليتعرف على الله أكثر وأكثر ويقترب منه إما بصبره على البلاء أو بحمده للنعماء.

وفقك الله وطهر قلبك من شر كل ذي شر، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات