ملتزمة بديني لكني أقع في الغيبة والنميمة!

3 670

السؤال

ما الفرق بين النميمة والغيبة وما كفارتهما؟ فأنا أحاول أن ألتزم بديني في أداء الصلاة والتصدق بالمال والكلمة الطيبة، إلا أنني ما زلت أجاهد نفسي بالنسبة للغيبة والنميمة.

أنقذوني يا أهل العلم. والله يحفظكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بلقيس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن النميمة هي نقل كلام الناس على وجه الإفساد، وهي من كبائر الذنوب، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من النميمة، حتى قال: (لا يدخل الجنة نمام )، وفي رواية: (لا يدخل الجنة قتات)، والقتات هو النمام، ولكن قالوا: القتات نمام يزيد في الكلام ويكذب عندما ينقل الكلام، وهي من الذنوب التي يكون صاحبها في قبح ونكر في كل الأحوال، حتى لو صدق في الكلام الذي نقله ليفسد به بين الناس.

لذلك لما نقل الرجل النميمة لعمر بن عبد العزيز قال له: يا هذا! إن شئت نظرنا في قولك، فإن كنت صادقا فأنت من أهل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق...) [الحجرات:6] فأنت فاسق، وإن كنت كاذبا فأنت من أهل قوله تعالى: (هماز مشاء بنميم) [القلم:11]، وإن شئت عفونا عنك، فقال الرجل: العفو يا أمير المؤمنين، والله لا أعود إلى مثلها أبدا.

كان السلف يسمون النمام بريد الشيطان، وكانوا يقولون: يفسد النمام في ساعة ما لا يستطيعه الساحر في سنة، والأصل في المؤمن أنه إذا سمع حسنة نشرها وإذا وجد سيئة سترها، ونصح قائلها وفاعلها سرا.

أما بالنسبة للغيبة فهي ذكرك أخاك بما يكره وهو غائب، كأن تقول: أعور أعرج بخيل، أو تشير بلفظ يشعر بالاحتقار، وقد قال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن سمع تعريف الغيبة: (يا رسول الله! أرأيت إن كان في أخي ما يقول؟ فقال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)، وقد حذر الإسلام من الغيبة وقبح الله صورة المغتاب فقال: ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)[الحجرات:12].

هذه الذنوب تجعل صاحبها مفلسا يوم القيامة، وهي من الذنوب المركبة التي فيها حق للعباد وحق لرب العباد، والعاقل يبتعد عن الغيبة والنميمة والكذب والبهتان، وكل ما يغضب خالق الأكوان.

نسأل الله أن يتوب علينا وعليك، ونحن في الحقيقة سعداء بهذا الإحساس، ونحس بأنها الخطوة الأولى، ونسأل الله أن يلهمك الرشاد والسداد.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات