السؤال
ابنتي تعاني من حالة غريبة وهي حينما تقف أمام التلفاز لا تشعر بما حولها، وكأنها في غيبوبة، وعندما أجذبها بعيدا عن التلفاز تأتي بحركات لا إرادية في وجهها، وبسؤالها عما يدفعها لذلك لا تعرف سببا لذلك.
ماذا أفعل لهذه الحالة؟
ابنتي تعاني من حالة غريبة وهي حينما تقف أمام التلفاز لا تشعر بما حولها، وكأنها في غيبوبة، وعندما أجذبها بعيدا عن التلفاز تأتي بحركات لا إرادية في وجهها، وبسؤالها عما يدفعها لذلك لا تعرف سببا لذلك.
ماذا أفعل لهذه الحالة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنك لم توضح عمر ابنتك -حفظها الله- ولكني أفترض أنها لا زالت في مرحلة الطفولة، والذي يحدث لها هي أنها تعلقت بالتليفزيون، لدرجة أن كل انتباهها وإدراكها ومشاعرها أصبحت توجه نحو التلفاز.
بالطبع ليست هي في غيبوبة، إنما كل إدراكها ومشاعرها -كما ذكرت لك- موجهة نحو التليفزيون، وبعض الأطفال يحدث لهم هذا الأمر، وقد يقترب الطفل لمسافة قريبة جدا من التلفاز اعتقادا منه أنه سوف يتحصل على تفاصيل أكثر مما يشاهده.
ويظهر أنك حين تبعدها عن التلفزيون تصاب بحالة من القلق والتوتر الداخلي، وهذا يؤدي إلى انقباضات عضلية تسمى باللغة الإنجليزية (Tics) وهي حركات لا إرادية تصيب بعض العضلات الصغيرة خاصة عضلات الوجه، وتظهر في شكل انقباضات عضلية متسارعة، وهذا جزء من القلق، هي تصاب بحالة من القلق، تصاب بحالة بعدم الرضا، وهذا هو التعبير الجسدي للقلق.
وربما تكون لديها أعراض أخرى ولكن ليس هنالك من آليات لملاحظتها، فمثلا ربما يكون لديها أيضا تسارع في ضربات القلب كنوع من التغير الفسيولوجي الذي يصاحب القلق، وبالطبع يلاحظ عليها أيضا علامات عدم الرضا.
العلاج لمثل حالتك بالطبع يجب ألا تجذبها وأن لا تدفعها بعيدا عن التلفاز، بالطبع نحن لا نقر أبدا، ولا نؤيد كذلك جلوسها لفترات طويلة أمام التلفيزيون وانجذابها الشديد نحوه، ولكن يجب أن تكون هنالك وسطية في الأمر.
يمكنك مثلا أن تحفزها بأن تقول لها: (سوف تشاهدين التلفزيون لمدة كذا وكذا) وأنت تكون جالسا معها أو أمها مثلا بقدر المستطاع، حتى يمكن مناقشة ما تشاهد، وهذا حقيقة يساعد الطفل كثيرا، وبعد ذلك يقال لها: (انتهى الوقت ودعينا نذهب ونعمل شيئا آخر) وهنا يمكنك أن تشغلها في نشاط آخر.
إذن الضروري هو أن تحدد لها الوقت مسبقا، ويكون أحد أفراد الأسرة في معيتها، ويتفاعل معها أثناء مشاهدة التليفزيون، وبعد ذلك سوف تصل لقناعة أن الوقت قد انتهى، وحين تقتنع بذلك وتستجيب يجب أن تحفز ويجب أن يقال لها الكلمات الطيبة، وهكذا.
إذن الذي يحدث لابنتك ليس أمرا مزعجا، هو علامة من علامات القلق، يعبر عنها جسديا ونشاهدها في الأطفال.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها الصحة والعافية وأن تكون قرة عين لكم.
وبالله التوفيق والسداد.