السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عقدت عقدا شرعيا على أخت في الله، أسأل الله أن يحفظها ويبارك فيها، وقد أغرقتني بجمائلها ومعروفها وأسأل الله أن يقدرني على إسعادها، ومن فضل ربي أني منذ الصغر لا أقترب كثيرا من الإناث، رغم أن هذا شائع في بلادنا.
وما أريد السؤال عنه هو: ما هي الأشياء التي تسعد الفتيات؟ فأنا منذ عقدت على هذه الفتاة أخطأت معها كثيرا -أسأل الله أن يغفر لي- وهي صابرة، ومنذ أفقت من أخطائي وظلمي لها وأنا أسعى لإسعادها، وكلما سألتها عما يسعدها؟ تقول لي: المهم أن تكون أنت سعيدا وراضيا عني.
وإني أكتب لكم وعيوني تدمع حرقة على ظلمي لها، وشكرا لله على أنه وهبني كنزا مثلها، وبعض أصحابي نصحني وقال لي: لا تظهر لها حبك كاملا ولا تغازلها دائما؛ لأن المرأة تحب أن يكون زوجها قويا وصاحب كلمة، فاحترت في أمري، فماذا أفعل؟!
وعندما أرى فعل النبي عليه السلام مع زوجاته أرى أنه كان دائما يظهر حبه لهن، وخاصة أمنا عائشة رضي الله عنها، وأقول ربما يقصد صاحبي أن لا أظهر لها هذا في فترة العقد فقط، والمهم أني اتخذت قرارا بأن أظهر لها حبي وأن أسعى لإرضائها بكل طريقة، فهل ما فعلته في هذه الفترة صواب؟!
علما بأني لم أكن أعرف هذه الأخت الفاضلة قبل العقد، بل دلني ربي عليها فعقدت عليها، وبعد العقد أصبحت أحبها حبا جما، وأريد أن أعرف كيف أدخل السرور إلى قلبها؟ وما هي الأشياء التي تحبها الفتيات؟ فانصحوني وإياها، وادعوا لها بظهر الغيب، فهي والله الذي لا إله إلا هو كنز، وقليل من يجد هذا الكنز.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فهنيئا لك أيها الأخ الحبيب ما رزقك الله من صالح متاع الدنيا، فالدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فبارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير.
وقد أصبت أيها الحبيب حين أدركت ضرورة المعاملة الحسنة لزوجتك وأهمية إدخال السرور عليها، وترك الإساءة إليها أو التقصير في حقها، ونسأل الله تعالى أن يعفو عنك، وما صدر منك من ظلم لها أو إساءة إليها فيما مضى فعليك أن تستسمحها وتطلب منها العفو عما سلف، وظننا أنها لن تمانع من ذلك.
وقد أصبت أيضا حينما قررت إظهار الحب لزوجتك، وهذا من أعظم الأسباب في تقوية الحب بينكما وإحكام بناء العلاقة بينكما، وليس صحيحا أن هذا ينافي الرجولة أو ينقصها، فقد كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يفعله مع زوجته ويصرح بحبها للناس، فقد: (سأل عمرو بن العاص رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة).
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرشدنا إلى إخبار من نحبه بأننا نحبه فكيف بالزوجة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه)، والحكمة من هذا كما قال العلماء أن هذا الإخبار فيه استمالة للقلب واجتلاب للود، فتحصل الألفة وتزيد المحبة.
ومن ثم فإننا نرى أن تواصل طريقك هذا ولا تبخل على زوجتك بالكلمات الرقيقة التي تحب سماعها منك بلا شك، وهي من أسباب سعادتها، كما أن من الأسباب التي تجلب لها السعادة وتدخل السرور على قبلها الهدية، حتى وإن كانت صغيرة ومتواضعة، وكذلك الثناء عليها بذكر محاسنها ومواطن الجمال منها.
ووصيتنا أيها الحبيب أن تسارع ما أمكنك بالدخول بزوجتك، فهذا خير لك ولها وأدعى لتقوية المودة والحب بينكما.
وفقك الله لكل خير.