السؤال
السلام عليكم.
أنا مقيمة بكندا وحصلت لي صدمة قوية عند تعرضي مباشرة لانفجار الكيس المبيضي ثم ذهبت للجزائر وعملت العملية وتمت بنجاح ـ والحمد لله ـ ثم تابعت مع أخصائي نفساني ووصف لي دواء يدعى Deroxat لمدة 3 شهور، علما أن عندي ابن عمره تقريبا 3 سنوات، والآن أنا في حملي الثاني، في الشهر 4 وسألت الدكتورة في حال ما إذا أصبت لا قدر الله أو عاودني الاكتئاب من جديد فهل يمكنني أخذ الدواء، أو بالأحرى هل يمكنني أخذ الدواء للاحتياط فقط قبل أن تنتابني تلك الحالة الصعبة التي مررت بها؟ فقالت إنه لا يمكن ذلك ووصفت لي فقط دواء منوما كل 3 أيام وأنا خائفة أن يعاودني القلق من جديد ولكن ـ الحمد لله ـ أعتمد الآن وبكثرة على قراءة القرآن وتركت الأمور كلها لله ـ والحمد لله على كل شيء ـ.
سؤال آخر: أعاني من حرقة وأنا في هذا الشهر، فهل هذا عادي، علما أنه في حملي الأول لم أعان من الحرقة حتى الشهر 8؟
وفي الختام بارك الله فيكم على هذا الموقع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Omouassim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد أظهرت الدراسات التي تبحث في علاقة الضغوط النفسية والصدمات على الحمل نتائج متنوعة ومختلفة، منها حدوث الولادة المبكرة أو نقص نمو الجنين، ولكن وبشكل عام فإن الإجماع على أن نسبة حدوث هذه الأمور - إن حدثت - فهي منخفضة جدا.
ولذلك بالنسبة للحمل والجنين، يمكن طمأنتك بأن جنينك وبإذن الله تعالى لن يتأذى في حال تعرضت إلى شدة نفسية أو صدمات خلال الحمل، والله عز وجل جعل عملية الحمل والولادة عند الإنسان قابلة للصمود والتأقلم في أشد الظروف سواء مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية.
كما أنه ليس من الضرورة أن يؤثر أو يزيد الحمل حالة الاضطراب السابق الذي كان عندك، بل من الممكن أن تظل حالتك مستقرة تماما إن شاء الله تعالى.
وبالنسبة للدواء الذي ذكرته ( Deroxat) فهو مصنف من الدرجة -D - في الحمل من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، أي من الأدوية التي يجب عدم تناولها في الحمل؛ لأنه تبين بأنه يؤثر على الجنين وقد يؤدي إلى تشوهات، فهو غير آمن في الحمل.
لذلك في حالة احتجت أي علاج بسبب عودة الأعراض المرضية عندك فيجب اللجوء إلى دواء آخر، وسيكتبه لك طبيبك، فهنالك الكثير من الأدوية الحديثة والفعالة المشابهة له في التأثير ولكنها سليمة في الحمل.
وأنصحك بعدم بدء أو إيقاف أي دواء من تلقاء نفسك.
وقد تمرين في الحمل ببعض الفترات التي تحتاجين فيها إلى الدعم والمتابعة، خصوصا في الشهر التاسع، وبعد الولادة لذلك من الأفضل أن يكون طبيب النسائية ملما بحالتك من كل جوانبها.
وإن شاء الله تبقى حالتك مستقرة ولا تحتاجي لأي دواء، وعليك بالاستمرار بقراءة القرآن والدعاء وذكر الله عز وجل في كل الأوقات، (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))[الرعد:28] صدق الله العظيم.
وبالنسبة لحرقة المعدة فهي أمر كثير الحدوث في السيدات الحوامل وحتى في الشهور الأولى؛ لأن سببه ارتخاء معصرة الفؤاد ( اتصال المعدة بالمريء) بسبب هرمونات الحمل، وبالتالي صعود حموضة المعدة إلى المريء، فقد تظهر في أي شهر من الحمل ولا قاعدة لذلك، وعليك بتناول مضادات الحموضة المعروفة، مثل المالوكس ومشابهاته، فهي آمنة في الحمل، مع الابتعاد عن المأكولات التي تشعرين بأنها تسبب لك زيادة في الحموضة، وعليك بالنوم على وسادة مرتفعة بعض الشيء.
أتمنى لك كل التوفيق ودوام الصحة والعافية، وأن تتمي حملك على خير وسلامة إن شاء الله تعالى.
والله الموفق.