التردد بين الإقامة في الغرب أو الرجوع إلى بلاد الإسلام خوفاً على الأولاد

1 821

السؤال

السلام عليكم.
أنا وعائلتي نسكن بالخارج، عندي ثلاثة أطفال، كنت أحب أن أرجع إلى بلدي كي يكبر أولادي هناك وأبعدهم عن هذا البلد الذي نقطن فيه، ولكن حالتنا المادية لا تسمح بذلك.

علما بأن ابنتي الكبرى قد دخلت المدرسة هذه السنة، وأنا أحس بخوف شديد من المستقبل في هذا البلد الكافر الذي يسهل كل شيء، ولأني أرى ما يحدث لأولاد المسلمين هنا، فالأغلبية منهم قد تغلبت عليهم أفكار الغرب، فماذا أفعل؟!
وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Oumtasnim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعو جميع إخواننا المسلمين إلى العودة إلى ديارهم؛ إذ ليس من المصلحة إطالة المكث في ديار الكافرين، وأرجو أن يتذكروا أنه يعيش في بلاد العرب والمسلمين الملايين، وفيهم من هو أوسع رزقا ممن يعيشون في بلاد الغرب.

ولا يخفى على أمثالك أن الكبار يخسرون كثيرا بوجودهم في بلاد الشهوات فكيف بالأطفال الصغار؟! وقولي لي بربك ماذا ربح من خسر أولاده؟ ونسأل الله أن يسهل أمركم، ومرحبا في موقعك.

ولا شك أنه قد أتضح لك رأينا في المسألة، وأرجو أن يتعاون أهل الإسلام في تلك الديار في توفير محاضن آمنة لأطفالهم، ولو كان ذلك في داخل بيوتهم حتى يخففوا من الأضرار الحاصلة، وحبذا لو تمكنوا من إنشاء مراكز إسلامية لرعاية الأطفال وتوجيه الكبار، مع ضرورة أن يكون للأطفال اتصال ومعرفة وزيارات للبلاد الإسلامية.

وأرجو أن تعلمي أن الحالة المادية التي لم تتحسن طوال الفترات السابقة قد يصعب تحسنها مع دخول الأبناء للمدارس وظهور احتياجات جديدة، ولكن بالاستعانة بالله ثم بالقناعة وحسن التدبير، يمكن أن يحصل الخير الكثير ولا أظن أن أحدا يشبع من الدنيا أو نال منها ما يريد قبل أن يدخل إلى قبره، ونحن نتمنى أن تتحول فكرة العودة إلى مشروع بينك وبين زوجتك وزملائك، مع ضرورة أن نشاور بعض الذين اتخذوا قرار العودة ومنهم من يعيش بيننا سعداء آمنين بل وجد من رفض أبناؤهم العودة بعد أن عاشوا في الصفاء والحب مع الأهل، ولن يجد الإنسان مكان يكرم فيه مثل بلده وأهله.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم باتخاذ الأسباب والتوكل على الوهاب، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات