السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من الغدة منذ 11 عاما وأتناول الثيروكين 100 ولكن أحس منذ فترة طويلة بتغيير على المستوى النفسي، أولا: الأسبوع الذي يسبق الدورة لا أصف لكم مدى التعب والإرهاق النفسي الذي أحسه، والبكاء والانفعال لأبسط الأشياء.
أما التغيير الثاني والذي يلازمني دائما فهو الإحساس بزيادة نبضات قلبي عند الانفعال، أو حتى مجرد التفكير في المشكلة خاصة مشاكل العمل والزملاء رغم تجنبهم أو بالأحرى زميلان لي لا أثق فيهما أبدا؛ لأنهما قاما بأشياء تثبت نواياهم السيئة، لذا أحس دائما بأنهم سيكيدون لي مع رئيس العمل الذي لا يتقي الله.
بدأت أحس بعدم الثقة في النفس وأشك دائما في أنهما يتحدثان عني، والحمد لله أنني أحافظ على أذكاري والأدعية التي تزيل الحزن والكرب فأحسن اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، ولكن عندما أتعرض للانفعال يتعبني قلبي بالنبض كما أنني أجد تفكيري كله تحت سيطرة تلك المشكلة لدرجة أنني أتعب من التفكير فيها وألوم نفسي لماذا أنا هكذا؟!
لماذا لا آخذ الأمور ببساطة؟ وأذكر نفسي دائما بأنه لن يضرني أحد بشيء إلا إذا كتبه الله لي، وهكذا أصارع نفسي، مع العلم أنني متزوجة وأم لبنتين وأعيش والحمد لله حياة خالية من المشاكل حتى الخلافات العادية نتجاوزها ببساطة.
لذا ساعدوني على الخروج من هذا التعامل السيئ مع المشكل الذي يرهق صحتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ SS حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
إن كل الأعراض التي وردت في رسالتك يمكن أن نلخصها بأنه لديك بعض الشكوك الظنانية البسيطة، فأنت لديك ما يمكن أن نسميه بسوء التأويل أو ما يسمى بالظنان الباروني من الدرجة البسيطة، لم يصل إلى مرحلة المرض المطبق، وهذه الشكوك كما أوضحت وحسب وصفك فإنها تدل على أن الظن والشك وصل بك لدرجة أنه قد أدخلك في قلق نفسي وكذلك صعوبات في التعامل مع الآخرين.
الربط ما بين اضطراب الغدة الدرقية وهذه الأعراض النفسية هو علاقة معروفة ومثبتة، حيث إن ضعف أو زيادة إفراز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى قلق أو توتر أو عسر في المزاج، وكذلك أفكار ظنانية، والبعض قد يشتكي أيضا من ضعف التركيز.
بالنسبة للحالة التي تعانين منها قبل الدورة الشهرية فهذا يسمى بعسر المزاج المرتبط بالدورة الشهرية، وهو بالفعل يؤدي إلى الشعور بالتوتر ويؤدي إلى اضطراب في الوجدان وعسر المزاج، والبعض من النساء أيضا قد يشعرن بالكدر والملل خلال هذه الفترة.
الذي أراه هو أنه من الأفضل لك بالطبع أن تتناولي أحد الأدوية التي نصفها في هذه الحالات، منها الدواء الذي يعرف تجاريا باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علميا باسم (رزبريادون Risperidone)، وجرعة البداية هي واحد مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم يمكن أن ترفع الجرعة إلى اثنين مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى واحد مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر، ثم يمكنك التوقف عن الدواء.
الدواء سليم جدا وغير إدماني وغير تعودي، قد يسبب آثارا جانبية بسيطة مثل زيادة النوم بدرجة بسيطة في الأيام الأولى لتناول العلاج، البعض أيضا قد يحس بزيادة في الوزن بسيطة جدا تكون ناتجة من فتح الشهية لتناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات، هذا بالطبع يمكن علاجه بالتحكم في نوعية الطعام وممارسة الرياضة. البعض من النساء قد يحدث لهن ارتفاع بسيط في هرمون الحليب، وهذا يمكن تجاوزه لأنه في الأصل لا يؤدي إلى مشكلة بالنسبة للإنجاب أو الخصوبة...هذا الدواء سوف يساعدك كثيرا فأرجو أن تلتزمي بتناوله.
تمارين الاسترخاء أيضا وجدت بأنها من السبل العلاجية الجيدة لعلاج مثل هذه الأعراض، فأرجو أن تتحصلي على شريط أو كتيب يوضح كيفية القيام بهذه التمارين، وسوف تجدي إن شاء الله فيها فائدة كبيرة.
القلق أو عسر المزاج الذي يسبق الدورة الشهرية في بعض الأحيان حين يكون مزعجا وشديدا نعطي أدوية مضادة للاكتئاب، ولكني لا أريد حقيقة أضف لك أي دواء في هذه المرحلة، لأني أعتقد أن الرزبريادون سوف يساعدك في ذلك كثيرا.
الحمد لله تعالى كما وصفت حياتك بأنها إيجابية وأنه لا توجد لديك مشاكل، وأرجو أن تكوني أكثر تسامحا في تعاملك مع الآخرين، وقطعا الدواء سوف يساعدك إن شاء الله كثيرا في تخطي هذه الأفكار الظنانية البسيطة.
الحمد لله أنت محافظة على الأذكار والصلوات والأدعية، نسأل الله تعالى أن يزيل عنك هذا الذي بك، وأرجو أن تستثمري حياتك ووقتك بصورة أكثر فعالية وأكثر إيجابية، فأنت مما لا شك فيه لديك إنجازات وإيجابيات طيبة في حياتك يجب أن تتأملي فيها وهي بلا شك نعم من نعم الله تعالى عليك.
أشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.