السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنهيت دراسة علوم الحاسب هذا العام، وشملت دراستي برمجيات الحاسب وتطوير نظم الحاسبات، وكانت دراستي تشغلني كثيرا عن طلب العلم الشرعي ولا أعلم ما حكم هذا؟
الآن وبعد أن انتهيت -ولله الحمد- أريد أن أبدأ صفحة جديدة، فكيف أجعل هدفي في الوصول للتميز في هذا المجال هدفا أسمى؟ وبماذا أنوي ليكون عملي عبادة لله عز وجل؟ وهل لي باقتراحات بحيث أدرك أهمية هذا المجال لديني وللعالم والإسلام؛ بحيث يعطيني دفعة أقوى لمزيد من التقدم فيه؟
وكيف يمكنني الموازنة مع العلم الشرعي؟ فأنا أصلي وأصوم والحمد لله ولكن كلنا يعلم أن هذا غير كاف، فليس لدي مثلا: العلم الكافي عن فقه الصلاة وفقه الصوم وما إلى ذلك... فبم تنصحونني أعزكم الله؟
جزاكم الله خيرا، ووفقكم لما يحب ويرضى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنني أحيي فيـك هذه الروح وهذه الهمة في خدمة الإسلام، ولكني أريد أن أوضح أمرا هاما، وهو: أن الإسلام يحتاج إلى جميع التخصصات الشرعية والعلمية على حد سـواء.
فالطب والهندسة وعلوم الحاسب الآلي وغيرها من العلوم تحتاج منا احتساب أجـر أن ما نقوم به لخدمة الإسلام وحتى لخدمة الإنسانية، وحتى الجانب الشرعي إذا اختلت منه هذه النية فإن صاحبه يأتي يوم القيامة من المفلسين، فلا فرق بين هذا وذاك إلا بالنية الصادقة الصالحــة، وإليك هذه النصائح سائلا المولى عز وجل أن ينفعنا بهـا:
1. بما أنك قد نجحت وتخصصت في هذا المجال الهام، فأتمنى أن تواصل فيه وأن تكون أحد المتميزين المشار إليهم بالبنان الذين يسدون ثغرا بهذا العلم من ثغور الإسلام.
2. مما لا يخفى عليك أن الجبهات التي فتحت على الإسلام كثيرة ومنها عالم الحاسبات الآلية وعالم الإنترنت، والذي أصبح اليوم مجالا خصبا للدعوة إلى الله وإلى بيان سماحة الإسلام من خلاله، والذي يعتبر كما قال أحد المشايخ المعاصرين: إن الإنترنت هو جهاد العصـر.
3. استغل المجال الذي تخصصت فيه في الدعوة إلى الله -بعد إخلاص النية- وهي حسب علمي مجالات كثيرة سواء في تصميم المواقع وإدارتها، أو الطباعة، أو تصميم برامج خاصة للأطفال وغيرها، وتواصل مع المراكز الشبابية والمراكز الدعوية في بلدك، وستجدهم بلا شك يرحبون بك وبخبراتك.
4. يمكنك تطوير نفسك في مجال العلوم الشرعية وخاصة في العلوم الأساسية، والتي يجب على كل مسلم أن يعلمها حتى تصح عقيدته وعبادته، وذلك بحضور الدروس الدينية في المساجد أو المراكز الدينية، أو بالقـراءة في الكتب خاصة المبسطة منهـا، وهي كثيرة بحمد الله.
والله الموفق.