السؤال
السلام عليكم.
تخرجت من الجامعة ولله الحمد، وأعلم أنه يجب علي العمل بعد ذلك، لكن المشكلة أنني لا أعمل، حيث أشعر بشيء من الداخل يمنعني، ولا أعرف لماذا؟ علما بأني وجدت فرصا للعمل، فأرجو منكم إرشادي في ذلك.
السلام عليكم.
تخرجت من الجامعة ولله الحمد، وأعلم أنه يجب علي العمل بعد ذلك، لكن المشكلة أنني لا أعمل، حيث أشعر بشيء من الداخل يمنعني، ولا أعرف لماذا؟ علما بأني وجدت فرصا للعمل، فأرجو منكم إرشادي في ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم/ عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نهنئك على تخرجك من الجامعة، ونسأل الله تعالى أن يجعل لك ذلك خيرا وبركة، وبالنسبة لعزوفك عن العمل، فلا أرى سببا لذلك أبدا، إلا أن السبب الوحيد ربما يكون عدم استشعارك بأهمية العمل، وعدم اقتناعك بأن العمل في نفسه قيمة إنسانية، هذا مهم جدا، والإنسان يقيم الأمور بالمقاييس والمعايير الصحيحة ووضعها في نصابها الصحيح واستشعر أهميتها يستطيع أن يقوم بها وأن يوفيها حقها تماما.
هذا يعني أن تقوم بالعصف الذهني، أن تعصف نفسك ذهنيا، وهذا يتم مع نفسك وتقول: (لماذا أنا يأتيني هذا الشعور السخيف؟ هذا الشعور الذي يجب أن أحقره، هذا الشعور الشيطاني الذي يريد أن يحطمني ويمنعني من العمل، لا، لابد أن أقدم على العمل؛ لأن العمل قيمة، وقيمة الرجل هي دائما في العمل، والعمل وسيلة ليس فقط للكسب إنما أيضا لتطوير المهارات ولتكوين الشخصية ولمساعدة الآخرين، ولأن تشارك في عمارة هذه الأرض) هذه مفاهيم إذا ثبتها في داخل نفسك تستطيع أن تعمل، وأنت لابد أن تتذكر أن الإنسان يكون متشوقا حينما يتخرج من الجامعة ليبدأ العمل.
فاشعر بالعمل كقيمة، وهذا هو الذي أدعوك إليه، حتى وإن كانت أحوالك متيسرة ماديا، فتذكر أن العمل قيمة وقيمة رئيسية، قيمة إنسانية، وقيمة إسلامية، ونحن أمة يجب أن تكون منتجة.
إذن أنا لا أقول لك أنك تعاني من مرض، هذا ليس بالصحيح، ولكن لديك مشكلة في تقدير ذاتك، وتقدير أهمية العمل، وهذه يجب أن تبني لها القناعات الشخصية.
حاول أيضا أن تتخذ رفقة وقدوة من المنتجين من أصدقائك الذين يحبون العمل الذين يحبون الإنتاج، لا تجعل رفقتك من المتقاعسين ومن المتكاسلين. هذا شيء ضروري ومهم جدا، وأنصحك أيضا بأن تشرع في العمل التطوعي، بجانب العمل الوظيفي يجب أن تعمل أعمالا تطوعية، هذه أيضا تشعرك بقيمة نفسك، وتشعرك أنك تقدم للآخرين، وهنا أنت تنفع نفسك وتنفع الآخرين.
هذه هي الأمور التي أود أن أنصحك وأوجهك باتباعها، وأسأل الله أن ييسر أمرك، ولا تتردد مطلقا، وأرجو أن تذهب غدا وتنضم إلى العمل وهذا هو الحل، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.