السؤال
أود السؤال عن الماء وكيفية التعامل معه في الكويت بالذات، وقد عرفت من أحد الأصدقاء العاملين في مجال الأبحاث العلمية أنه من فريق يقوم حاليا بعمل أبحاث علمية على الماء المحلى من البحر لقياس درجات التلوث فيه، فاتضح أن الماء الذي نشربه به كمية يورانيوم عالية بالإضافة لشوائب ومواد أخرى مماثلة لهذه المادة، وأنا أشرب شخصيا من المياه المعدنية لكن طعامي والأمور الأخرى من المياه العادية.
فكيف أستطيع أن أحافظ على سلامة الكلية - بإذن الله - مع الظروف السالف ذكرها، بالإضافة لنقطة أن يدي وقدمي تفرزان عرقا غزيرا، أي أن جسمي يفرز سوائل أكثر من الشخص العادي؟ وما هي نسب المعادن التي إن وجدتها بالماء سواء على عبوة المياه المعدنية أو الطبيعية يجب أن لا أستخدمه وأبتعد عنه؟!
علما بأن الفلاتر الحديثة الأمريكية وما إلى ذلك غالية الثمن ولا أستطيع شراءها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن تأثير اليورانيوم على الكلية معروف طبيا، وفي دراسة على (325) شخصا كانوا يشربون من بئر، وقد تم قياس كمية اليورانيوم في الماء وفي بول هؤلاء الأشخاص المعرضين وبشكل مستمر لهذا الماء فقد وجد أن هناك علاقة ضعيفة بين شرب الماء الذي يحتوي على اليورانيوم واضطراب بسيط مع وظائف أنابيب الكلية، وليس اضطرابا في وظيفة الكبب في الكلية، (الكبب هي أجزاء مجهرية في الكلية وهي التي تقوم بتنقية الدم عند مروره في الكلية) أي أن اليورانيوم في هذه الدراسة لم يكن له أثر على وظيفة الكلية عند من يشربون الماء الذي يحتوي على اليورانيوم، وكانت النتيجة أن وظائف الكلية لم تتأثر بهذا التعرض المستمر وإلى أن كانت نسبة اليرورانيوم في الماء بين 2-30 مايكروغرام|ليترا تعتبر آمنة.
ومنظمة الصحة العالمية تقدر النسب المقبولة لليورانيوم في الماء هي أقل من 2 مايكروغرام ليتر، وفي فلندا فإن نسبة وجود اليورانيوم في الماء هو تقريبا 2 مايكروغرام ولا يوجد ما يشير إلى أن هذه النسبة مضرة للكلية.
والتعرض الحاد لليورانيوم كما هو حال الناس الذين يكونون مكان تفجير القنابل التي تحتوي على اليورانيوم تعتبر الكلى العضو الأكثر تأثرا باليورانيوم المنضب حيث يؤدي إلى موت وتلف خلايا الكلى وتلفها أو عدم قدرة الكلى على تصفية الدم وتنقيته، وذلك حسب تركيز اليورانيوم.
ويستنشق الجنود حوالي (95%) من جزيئات اليورانيوم المنضب المتطايرة إذا تم قصف مدرعتهم أثناء الحرب، وتترسب جزيئات اليورانيوم المنضب المستنشقة في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، ومعظم هذه الجزيئات يتم بلعها أو طردها عن طريق الأنف.
أما الجزيئات التي يتم امتصاصها فتنتقل إلى الكلى وباقي أعضاء الجسم، وقد أوضحت الدراسات أنه (4 ،6 %) فقط من جزيئات اليورانيوم المنضب القابلة للذوبان و(3 ،0%) فقط من جزيئات اليورانيوم المنضب غير القابلة للذوبان من اليورانيوم المنضب المستنشق يصل إلى الكلى، كما تبين أحدث الدراسات أن الجسم يمتص فقط (2 إلى 5 %) من اليورانيوم المنضب القابل للذوبان الذي يتم ابتلاعه، أما باقي (98 إلى 95%) فيتم التخلص منها بسرعة عن طريق الأمعاء، كما أن الجسم يمتص فقط (2 ،0%) من اليورانيوم المنضب غير القابل للذوبان الذي يتم ابتلاعه، أما باقي (8 ،99%) فيتم التخلص منها بسرعة عن طريق الأمعاء.
الدراسات التي أجريت في الكويت بعد حرب الخليج وعام 2004 وقامت بها إدارة الحماية من الإشعاع في جامعة الكويت أظهرت أن التعرض لليورانيوم في الكويت ليس أعلى من المستويات العالمية المقبول؛ لذا يجب أن تعرف النسب من اليورانيوم في الماء التي تم التصريح عنها في الكويت.
أما عن تعرق اليدين والقدمين فمن أسبابها:
- زيادة نشاط الغدة الدرقية.
- القلق والتوتر.
- أحيانا لا يكون له أي سبب ويكون منذ الصغر، ولذا يجب مراجعة الطبيب المختص بأمراض الجلد.
وأما عن استخدام الفلاتر أو عملية فلترة مياه الشرب أو الطبخ عملية مسموح بها دوليا، والماء المفلتر بهذه الطريقة صالح للشرب، وكذلك صالح للطبخ والاستحمام والسباحة، ويجب أن يتم فحص الماء قبل دخوله إلى الفلتر وفحصه مرة أخرى بعد خروجة من الفلتر للتأكد من أن هذا الفلتر يعمل بصورة صحيحة، حيث يسمح بفلترة الأملاح أو العناصر العالية التركيز ويبقي بعض العناصر بنسب مقبولة دوليا، وأن لا يفلتر أو يحجز العناصر بشكل كامل ويجعلها بكميات قليلة أو منعدمة، فالمياه المفلترة بشكل كامل غير صالحة للشرب، وذلك لأن الجسم البشري يحتاج إلى نسب معقولة من هذه العناصر مثل الكالسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، والكروميوم، والزنك، والمجنسيوم، والمنجنيز، والميليدنيم، والسيلينيوم.
وأما عن النسب المعدنية في المياه المعبأة فإنها تخضع للرقابة وتكون في الحدود المقبولة من قبل منظمة الصحة العالمية.
والله الموفق.