السؤال
السلام عليكم.
زوجتي تعاني بشدة من آلام القولون العصبي، حتى إنه لينتفخ فتشبه بطنها بطن الحامل، مع تقلصات وغازات شديدة، وقد سبق عرضها على الطبيب فلا يزيد الأمر عن وصف بعض الأدوية، والتي سرعان ما تنتهي بعد تكرارها المرتين والثلاث ثم يعاودها المرض ثانية، فما الحل؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فإن القولون العصبي مرض شائع جدا، وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك وهذا ما تشكو منه زوجتك.
وفي مرض القولون العصبي فإنه لا يكون هناك أي خلل أو اضطراب عضوي، فالأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء.
وتتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة، وتخف في أخرى أو تزول لفترة معينة وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية، ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواع معينة من الأغذية والأطعمة كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.
ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها:
1-- شعور بالإرهاق والتعب العام.
2-- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.
3 - آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر.
4- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.
وهناك حاجة مهمة، فإن تفهم هذا المرض من قبل المريض تفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضويا، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر طوال العمر، فعليها أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.
ومهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان ولا إلى غير ذلك.
والعلاج هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض سواء التوتر والقلق أو أطعمة معينة، فعليها أن تتخير الأطعمة التي تراها مريحة بالنسبة لها، ولابد وأنها قد تعرفت على كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندها.
وعليها أن تتعلم الاسترخاء فهذا يساعدها كثيرا فيمكنها تطبيق تمارين الاسترخاء بأن تجلس في مكان هادئ كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغل نفسها بأي أمور حياتية، وتفكر في شيء سعيد وجميل، وتغمض عينيها ثم تأخذ نفسا عميقا وبطيئا ويجب أن تملأ صدرها بالهواء حتى ترتفع البطن قليلا، ثم بعد ذلك تمسك على الهواء قليلا في صدرها، ثم تخرج الهواء عن طريق الفم ويجب أن تخرجه أيضا بكل قوة وبكل دقة وبطء، وتكرر هذا التمرين خمس مرات صباحا وخمس مرات مساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجد أنه مفيد، والتمارين الرياضية وجد أنها مفيدة - أي نوع من التمارين الرياضية خاصة تمارين المشي أو الجري)
وبالنسبة للعلاج الدوائي، فهو (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم مع (الموتيفال) لتهدئة الحالة النفسية، وعليها الاستمرار على هذه الأدوية ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض ثم تبدأ بالتوقف عنها ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.
وبعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ وفي كثير من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب مثل الموتيفال أو اللبراكس.
والله الموفق.