السؤال
السلام عليكم.
أعاني منذ سنة تقريبا من مشكلة الإسهال المتكرر، حيث يتكرر حدوثه تقريبا كل شهر، ويستمر من أربعة إلى خمسة أيام ثم يختفي.. وهكذا، ويرافقه آلام في المفاصل خصوصا مفصل الفخذ، مع العلم أنني عملت تنظيرا للقولون ولم تتبين أي مشكلة.
أرجو مساعدتي وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فمن المهم معرفة العديد من الأمور التي تساعد الطبيب على معرفة سبب هذا الإسهال المتكرر، ومن هذه الأمور قوام البراز عندما يكون عندك إسهال، فإن كان فقط مائعا ولا يحتوي على الدم ولا يحتوي على صديد؛ فإن ذلك يستبعد أن يكون هناك التهاب في القولون، وقد تم عمل تصوير للقولون ولله الحمد، وقد تم استبعاد ذلك.
ومن ناحية أخرى إن كان البراز مائعا ويطوف فوق الماء في التواليت وكان مائلا إلى الشحوب فإن ذلك يدل على سوء الامتصاص، وهذا يمكن التأكد منه بعمل صبغة خاصة للبراز للكشف عن الدسم.
في بعض الحالات يكون الإسهال المتكرر بسبب تناول المضادات الحيوية، وهذه يتعرف عليها المريض بأنها تحصل مع تناول المضادات الحيوية وتتوقف متى توقف عن تناولها.
يكثر في منطقة الشرق الأوسط نقص خميرة اللاكتاز التي تهضم السكر في الحليب، ولذا يحصل نوع من الإسهال والغازات عندما يتناول الحليب أو مشتقاته، ولذا يجب أن تراقب ذلك، ولا يحصل عند تناول الروب ( اللبن ) أو ما يسمى بالزبادي (Yogurt).
ومن الأسباب التي تؤدي إلى الإسهال هو القولون العصبي، وهذا يكون بعد تناول أطعمة معينة، خاصة التي تحتوي على الفلفل والبهارات، وبعض الناس يشعر أنها تزداد بعد تناول أطعمة معينة، وعادة ما تترافق مع آلام في البطن وغازات، وكثيرا ما تكون مرتبطة مع الوضع النفسي والقلق والتوتر، وبالتالي تزداد الأعراض.
ومن المهم جدا أن تعلم أن الإسهال في حالة وجود مرض عضوي أنه يكون ليلا ونهارا، أي أنه يوقظ المريض من النوم، أما في حال القولون العصبي فإنه عادة لا يوقظ المريض من النوم ولا يكون مترافقا مع أي حرارة ولا دم في البراز، ولا يوجد تناقص في الوزن.
من الأسباب أيضا وجود تحسس لمادة معينة في الطعام أو لبعض حافظات الطعام، وبالتالي يحصل هذا عند تناول هذا الطعام كل مرة أو عند تناول هذه الأطعمة التي تحتوي على الحافظات.
لذا من المهم أن تراقب الوضع جيدا، وخاصة إن كان للإسهال علاقة بالحالة النفسية أو بطعام معين، أو بعد تناول الحليب، وتسجلها في كل مرة، ثم في النهاية تراجع مرات الإسهال وما سبقها من طعام أو حالة نفسية، حتى تتعرف على السبب؛ لأن العلاج هو علاج السبب، فالإسهال هو عرض وليس مرضا بحد ذاته.
نسأل الله لك الشفاء العاجل، وبالله التوفيق.