أعراض القولون العصبي والأغذية المفيدة في علاجها

0 669

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من آلام أسفل البطن تشبه السكاكين، ولدي انتفاخات كثيرة وصعوبة في الإخراج أحيانا، وأحيانا أخرى إسهال وشعور بالتعنية، وقد قيل لي: إن هذه أعراض القولون العصبي، ولكن تخرج مني إفرازات من الدبر لا إراديا، وهي شفافة، لا لون لها ولا رائحة، وأجدها في الملابس الداخلية تخرج عندما أشعر بالحاجة إلى الإخراج، وأحيانا عند الشعور بالتعنية، وهي تحرجني وتزعجني جدا، كما أشعر أحيانا نادرة جدا -مرة في السنة أو مرتين- بآلام حادة في المستقيم.

علما بأني أعاني من هذه الإفرازات منذ أربع سنوات، وكانت الإجابة أنه قولون عصبي، وقد شاهدت أحد الأطباء على إحدى القنوات يقول: من المفيد استخدام بذور الشمر المطحونة ثلاث مرات في اليوم بعد الأكل مع حبوب (Dogmatil) مرتين في اليوم بعد الغداء والعشاء، وقد اشتريت هذه الحبوب بجرعة 200 ملجم، فما رأيكم في استخدام هذه الوصفة؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ على طريق الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما تعانين منه هو القولون العصبي، وكما تعرفين فإن القولون العصبي مرض شائع جدا وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك وهذا ما تشكين منه أنت، وهذا المرض يتميز بأنه لا يكون في المريض خلل أو اضطراب عضوي، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات واضطراب في حركة الأمعاء، ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره.

وتتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة وتخف في أخرى أو تزول لفترة معينة وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية كما هو الحال عندك حيث أنك ذكرت أن الأعراض تزداد عندما يكون الإنسان في حالة قلق أو خائفا من شيء، وعند الخروج من البيت أو السفر أو حضور المناسبات الاجتماعية.

ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواع معينة من الأغذية والأطعمة كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر، ومن الأعراض الأخرى خروج مخاط من المستقيم، وهذا ما تعانين منه وتسمينه الإفرازات، وهو جزء من الأعراض التي يشكون منها مرضى القولون العصبي وتكون بدون رائحة وبدون لون كما هو عندك.

وتفهم هذا المرض من قبل المريض تفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضويا، بمعنى أننا لو فتحنا البطن وتفحصنا الأمعاء لوجدناها سليمة، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الأطباء غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر معك طوال العمر، فعليك أن تصبري وتحتسبي الأجر عند الله، وحاولي أن تتكيفي مع أعراض المرض، ومهما طالت مدة المرض معك، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان ولا إلى غير ذلك

والعلاج هو علاج الأعراض والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض، سواء التوتر والقلق أو أطعمة معينة، وبالنسبة للعلاج الدوائي، فهو (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم مع (الموتيفال) لتهدئة الحالة النفسية، والدغماتيل هو مضاد للاكتئاب ويستخدم في حالات القولون العصبي، ويجب الاستمرار على هذه الأدوية ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض ثم تبدئين بالتوقف عنها ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.

بعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ وفي كثير من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب كالموتيفال.

وأما عن سؤالك عن الشمر فإنه من الأغذية التي تساعد على تخفيف أعراض وآلام القولون العصبي، ومنها أيضا:

1- النعناع: حيث أن نبات النعناع المشهور والمستخدم شعبيا في علاج المغص المعدي (من المعدة) والمعوي يستخدم كعلاج فعال لأمراض القولون؛ نظرا لاحتوائه على زيوت طيارة تساعد على تهدئة حركة القولون واسترخاء عضلاته، ومن الأفضل استخدام كبسولات زيت النعناع.

2- الكراوية: ويمكن تناول مشروب الكراويا فهو يساعد الكثير من مرضى القولون العصبي، والكراويا معروف ومشهور باستخدامه كمضاد للانتفاخ، وبذلك فإنه يساهم في التخفيف من أهم أعراض القولون العصبي.

3- الينسون: وهو من الأعشاب التي تستخدم على نطاق شعبي كبير، ومعروف أن الينسون يعمل على تهدئة الأعصاب والمزاج العام، ولأنه يقوم بتهدئة التوتر فهو بذلك ممتاز في التخفيف من أعراض القولون.

4- الحلبة: وهو من الملينات ذات الأثر اللطيف على الأمعاء، فقد أكدت الأبحاث أن الحلبة تعيد للقولون عافيته وتخلصه من المخاط الزائد، كما تساعد الحلبة في عملية الإخراج وبذلك تداوي الإمساك الحاصل عند أغلب مرضى القولون العصبي.

5- الشمر: فمغلي بذور الشمر يسكن ويلطف القولون ويقضي على الألم الحاصل بسبب حركة جدران القولون.

6- الزنجبيل: علاج فعال لراحة القولون العصبي، فالزنجبيل غني بالعديد من المواد الفعالة والتي لها تأثير الحركة العصبية للقولون، نسأل الله لك الشفاء العاجل.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات