علاج الارتداد المريئي المزمن

0 844

السؤال

السلام عليكم
أنا شاب عمري 28 عاما، أعاني من مرض الارتجاع المريئي اليومي، وذلك منذ كان عمري 17 عاما، وهذا يسبب لي رائحة كريهة جدا في الفم وآلاما في البطن، ذهبت لكثير من الأطباء وأخذت جميع الأدوية دون جدوى، وتزيد الحالة عند الضغط النفسي والعصبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما تعلم فإن الارتداد أو الارتجاع المعدي المريئي Gastro esophgeal reflux هو ارتجاع أحماض المعدة وعصارتها من المعدة إلى المريء، وهو يحدث للكثير من الناس، ولكن عندما يكون هذا الارتجاع بكميات كبيرة، أو عندما يسبب هذا الارتجاع أعراضا مزعجة ومتكررة فإنه يصبح مرضا لا عرضا عارضا، وهذا الذي تشكو منه، وأنا أعلم أنك لابد أنك قد قرأت الكثير عن هذا المرض، إلا أنه يمكن شرح ذلك بأنه يوجد صمام بين المعدة والمريء يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يكون هناك ما يمنع عصارة المعدة من الخروج منها صاعدة إلى المريء، وهنا تحدث المشكلة.

كذلك فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثرا وأشد ضررا، ومن العوامل التي تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة ما يلي:

امتلاء المعدة بالطعام، والحمل، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاتة، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب، كما أن فتق فم المعدة يضعف كثيرا عمل الصمام الهام الذي تحدثنا عنه.

من أهم أعراض الارتجاع: حرقة أسفل الصدر، وهي إحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبها عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول الأكلات السالفة الذكر، ومن الأعراض الأخرى: طعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، قد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس، ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام الذبحة الصدرية.

أما العلاج فيجب تغيير نمط الحياة بحيث نتجنب مسببات الارتجاع مع التأكيد على ما يلي:

تجنب المأكولات والمشروبات السالفة الذكر، والتي يمكن أن تتسبب بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة وبين النوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق برفع أرجل السرير تحت الرأس مسافة (15 سنتيمترا) حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق، والعلاج الدوائي الذي قد يستمر لعدة أشهر أو سنوات، ويجب تناوله يوميا وأحيانا مرتين في اليوم مثل (اللوزك) و(النيكسيوم) أو (البارييت) وغيره، ونتائجه بشكل عام جيدة، ويستخدم أيضا عقار البريمبيران Primperan 10MG مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، والذي يساعد على تقوية الصمام بين المعدة والمريء، وفي الحالات التي لا تستجيب الأعراض لمثل هذا العلاج فإنه يلجأ إلى العلاج الجراحي، والغرض من الجراحة هو تقوية صمام أسفل المريء، ويوصى بالتدخل الجراحي لمن لا يستجيبون للعلاج سابق الذكر، وكذلك لمن تحدث لهم إحدى مضاعفات الارتجاع، لذا إن كانت الأعراض قد وصلت إلى حد عدم الاستجابة للعلاجات السابقة فيجب مراجعة جراح مختص بجراحة الجهاز الهضمي.
والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات