السؤال
ابنتي تبلغ من العمر عشر سنوات، وهي فتاة في غاية التهذيب، ولكن مشكلتها الوحيدة هي الكذب، وقد حاولت كثيرا ردعها ولكن بدون فائدة، جربت الضرب والإغراءات وتقديم الهدايا ولكن لم يجد ذلك نفعا، أرجوكم ماذا أفعل معها؟ مع العلم أنني في غاية القلق.
ابنتي تبلغ من العمر عشر سنوات، وهي فتاة في غاية التهذيب، ولكن مشكلتها الوحيدة هي الكذب، وقد حاولت كثيرا ردعها ولكن بدون فائدة، جربت الضرب والإغراءات وتقديم الهدايا ولكن لم يجد ذلك نفعا، أرجوكم ماذا أفعل معها؟ مع العلم أنني في غاية القلق.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك لك في بنتك وإخوانها، وأن يعينك على تربيتهم تربية إسلامية رشيدة تأخذ بأيديهم إلى النبوغ والتفوق والاستقامة على الدين في الدنيا والجنة في الآخرة، وأرجو ألا تنزعجي من تصرفات ابنتك التي قد تبدو غير مقبولة لديك، حيث أنها ما زالت في سن يمكن أن تخلط فيه ما بين الكذب والخيال، مما يجعلها تحدث بأشياء غير موافقة للواقع، وتعتبرينها أنت كذبا، وعلى فرض أنها كذب فعلا فما من شيء إلا وله أسبابه التي أدت إليه، والكذب شأنه شأن غيره من التصرفات السلبية له أسبابه التي تكون البيئة أو الأسرة سببا فيها، وسوف أقدم لك بعض الأسباب الهامة، ومنها ما ورد بالاستشارة رقم 1458، فإن فيها كل ما تحتاجين إليه من أسباب وأعراض وعلاج وتوجيهات ونصائح.
كما أوصيك بأخذ الأمر بهدوء، وعدم إشعار البنت أنك تشكين فيها، وحاولي ألا تستعملي معها عبارة لا تكذبي؛ لأنك بهذه العبارة في الواقع كأنك تقولين لها: (اكذبي) لأن العقل الباطن (اللاواعي) يحذف أداة النفي ويستخدم ما بعدها، وبذلك تكونين أنت بهذه العبارة تطلبين منها الكذب، والأفضل والمطلوب استخدام كلمات وعبارات إيجابية مثل: (الكذب حرام، الكذاب ممنوع من دخول الجنة، الصدق جميل، الصادق محبوب) إلى غير ذلك من العبارات الإيجابية التي يستفيد منها العقل الباطن ويطبقها كما هي، وأؤكد مرة أخرى لا تصفيها أبدا بالكذب، وإنما استعلمي عبارات بديلة؛ حتى لا تلفتي نظرها إلى هذه الصفة الذميمة التي قد تستعملها من باب إثارتك وإزعاجك، وعليك بالدعاء لها كثيرا؛ لأن دعاء الوالد والوالدة لا يرد، وحرصك على الصدق معها وأمامها كفيل بأن يجعلها صديقة وليست صادقة فقط،
وبالله التوفيق.