السؤال
السلام عليكم
أنا شاب عمري 22 سنة، عازب، لاحظت أني كلما كانت هناك إثارة جنسية وحصل انتصاب إلا ويحصل خروج للمني ولو بنسبة قليلة، فهل الأمر عادي أم أن هناك مشكلة؟
كذلك ألاحظ خروج المني أثناء التبول.
وهل لحمامات السباحة ذات الماء البارد تأثير على القدرة الجنسية أو أن لها آثارا سلبية على الجهاز التناسلي بشكل عام؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdel حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فلا يوجد تأثير سلبي لحمامات السباحة ذات الماء البارد على القدرة الجنسية أو القدرة الإنجابية بل على العكس في حالات دوالي الخصية يكون تعريض الخصية لماء بارد أمرا جيدا وصحيا؛ لذا لا خوف من ذلك الأمر -بإذن الله-.
أما عن سؤالك عن نزول مني مع كل إثارة جنسية وقولك أن النسبة تكون بسيطة فأود في البداية أن أفرق بين أنواع السوائل التي قد تخرج من الذكر، وبيان طبيعة كل سائل، وأسباب خروجه وذلك للتفريق بين الحالات المختلفة، ولتوضيح الأمور بحيث قد يختلط عليك الأمر بأن ما يخرج منك هو مني، ويكون غير ذلك.
فأول نوع هو المذي، وهو عبارة عن سائل شفاف لزج يخرج من الذكر نتيجة الإثارة الجنسية ويكون بكمية بسيطة وبدون تدفق أو قذف مثل ما يحدث مع المني، وينتج من غدد تسمى غدد (كوبرز) حيث تتواجد خلال مسار قنوات مجرى البول، حيث يساعد هذا السائل ويزيد من درجة الحموضة "PH" لقناة مجرى البول ليجعلها قلوية استعدادا لاستقبال السائل المنوي، كما قد يساعد في عملية الترطيب أثناء الإيلاج .
ويختلف الأمر من شخص لآخر، حيث نجد رجلا كثير المذي مع أقل إثارة، وآخر قليل أو معتدل المذي مع الإثارة العالية.
وقد يحدث نزول للمذي مع أقل إثارة، فمثلا عند مجرد التحدث في الهاتف أو مجرد الوجود في أماكن اختلاط بين النساء والرجال، حتى ولو لم تسترسل في الإثارة الجنسية، فهذا أمر لا يدعو للقلق، فهذا أمر فسيولوجي طبيعي، ولا يعيب الرجل أو يدل على مشكلة عضوية تعيقه عن الزواج.
ولا يحتاج الأمر إلى علاج أو تدخل، ويكون تقليله كالآتي:
1- عدم التعرض للإثارة الجنسية، سواء من خلال غض البصر والبعد عن الاختلاط ومحادثة النساء هاتفيا أو مباشرة، وكذلك التقليل من التفكير في الأمور الجنسية.
2- الحرص على الرياضة بشكل منتظم لتفريغ الطاقة الداخلية بعيدا عن الأمور الجنسية.
3- شغل النفس بالحق والوقت بالعمل المفيد والطاعات، والحرص على العلم الشرعي والدنيوي.
(2) النوع الثاني: وهو الودي ويعرف بأنه: السائل الذي يخرج بعد البول أو البراز، ويكون لونه رصاصيا ومعكرا مائلا للصفرة، وغليظا وليس شفافا، ويكون نتيجة احتقان البروستاتا الناتج عن عدم الإشباع الجنسي، كما يحدث في حالة الإفراط في العادة السرية أو عدم الإشباع الجنسي بعد الإثارة الكاملة المتكرر، وبالتالي قد تجده بدون سبب محدد، كالتعرض لإثارة أو ما شابهه، ولكنه يكون مرتبطا بالبول أو البراز، وعلاجه مثل الأمور السابقة، مع استخدام أدوية لتقليل احتقان البروستاتا.
وهذا النوع قد يكون بسبب التهاب قناة مجرى البول أو البروستاتا، وقد يخرج بدون أي إثارة، ويكون خفيفا وشفافا أيضا، وقد يصاحب خروجه بعض الألم البسيط في الظهر أو أسفل البطن أو الخصية، ولكن ليس شرطا أن توجد هذه الأعراض.
ويكون تشخيصه بعمل تحليل للبول، وللسائل المنوي، والعلاج إذا كان هناك أي نتيجة غير طبيعية؛ لذا فإذا كان الأمر مجرد مذي كثير، فهذا أمر عادي، ولا تحتاج إلى أي علاج.
وإذا وجدت أن مواصفات هذا السائل تشبة الأنواع الأخرى، فيمكن عمل تحليل بول بسيط، مع الالتزام بما ذكرناه؛ لتجنب احتقان البروستاتا.
وأخيرا المني ذلك السائل الغليظ ذو اللون الأبيض الرصاصي، والذي يخرج بكميات كبيرة وبتدفق وباندفاع كبير، ويحدث ذلك في الغالب بعد مداعبة مستمرة للذكر حتى حدوث القذف.
لذا يجب التفريق بين هذه الأمور قبل الحكم بدقة على الحالة، وحتى وفي حال حدوث قذف مع الإثارة القليلة فلا نحكم على هذا الأمر من الآن بل يؤجل للنظر فيه بعد الزواج، بحيث إذا كان هناك إصابة بسرعة القذف عندها يتم العلاج.
والله الموفق.